وفي هذه السنة ١٢٧٥ حكم بسدّ ثقوب مجرى برد بك إلى قسطل الرمضانية، وصدر بذلك حجة شرعية محررة صورتها في سجل المحكمة الشرعية المحرر على ظهره:«من سنة ١٢٧٣ إلى ١٢٧٥» . وفي سنة ١٢٧٦ هـ ولي حلب إسماعيل باشا. ثم في سنة ١٣٧٧ وليها عصمت باشا الشهير بدالي عصمت، وكان الناس يهابونه حتى الأجانب. وفي سنة ١٢٧٨ وفد من الشرق جراد كثير واستمر يعيث ويفسد في حلب وبلادها إلى سنة ست وثمانين.
[تمديد السلك التلغرافي:]
في هذه السنة (١٢٧٨) أو التي قبلها صار الشروع بتمديد السلك البرقي في حلب وبعض ملحقاتها. وكان البسطاء من الناس إذا قيل لهم إنه ينقل الأخبار من بلد إلى أخرى مهما كانت بعيدة بلحظة- كطرفة عين- ينكروا ذلك ويقولوا «١» : لا شك أن الذي ينقل هذا الخبر شيطان مارد منبث في التيّل «٢» . وفي سنة ١٢٧٩ ولي حلب ثريّى باشا.
[بناء دور في جبل الغزالات:]
وفيها أنشأ الوالي في قمة جبل الغزالات دارا ذات غرف كثيرة، وتبعه المرحوم الشيخ محمد بهاء الدين أفندي الرفاعي- مفتي حلب- فأنشأ في ذيل الجبل قصرا، وذو الكفل بك دفتردار الولاية فأنشأ في جواره دارا عظيمة. لم تزل أطلال هذه المنازل باقية حتى الآن.
[وصول استعمال زيت البترول إلى حلب:]
وفي سنة ١٢٨٠ وصل إلى حلب استعمال زيت البترول- المعروف بالكاز- في المصابيح المعروفة باللّنبات واحدها (لنبة) . وقد تحامى الناس استعماله في أول ظهوره زاعمين أن ريحه يؤذي الصدر، وأن سطوع نوره يضر البصر، وكان من يستعمله من