هذه المحلة في ظاهر محلة المشارقة من جهة الغرب شرقي مقبرة الشيخ ثدلب «١» عدد بيوتها ٣٩ وعدد سكانها ٧١ ما بين ذكر وأنثى وهم خليط من العرب وقرباط العجم بعضهم يسكن بيوتا من الشعر والبعض الآخر يسكن بيوتا مبنية بالحجر والمدر: وفي هذه السنة وهي سنة ١٣٤١ أنشأ مهاجرو الأرمن في ضاحية حلب من شماليها بيوتا من الخشب واللبن يربو عددها على الألف وذلك في الفضاء الممتد من قرب دير الرهبنة الفرنسيسكانية إلى الميدان الأخضر.
هذا آخر ما سطره يراع التحرير في الكلام على أسوار مدينة حلب وأبوابها وقلعتها وما اشتملت عليه كل محلة من محلاتها من المباني الدينية والآثار الخيرية والمعاهد العلمية غير مول جهدا في استيعاب ما جل منها وما قل ولا وان عن بيان اسم صاحبها وذكر تاريخ حدوثها على قدر ما وصلت إليه يد الاستطاعة وما بلغه رائد البحث والاستقصاء فيما لم أره مسطورا في كتاب تاريخي قبل كتابي فكان معظم ما أثبته في هذا الباب مبتكرا غير محبر ولا منقول عن كتب منضدة في جانبي لا يكلفني النقل منها سوى مد يدي إليها بل كنت أسعى إلى كشف غوامض الكثير منها سعيا حثيثا وأقطع المسافات البعيدة وأمضى في إزالة الغشاوة عنه الأوقاف الوفيرة غير مستعين بأحد سوى ما استمده من القدرة الصمدانية وأعول عليه من التوفيق الإلهي. فعلى من وجد في كتابي هذا نقصا أو خللا أن يعذرني ويعاملني بما يوحي إليه ضميره ويسدل الستر عليه والله ولي التوفيق وهو الملاذ والملجأ في السعة والضيق.