سرت جراثيمه إلى غدير خندق القلعة فأفنى ما فيه من السمك، وطفت جثثه على وجه الماء، وفتك في المحلات الخارجة عن السور، لا سيما محلة الكلاسة وبانقوسا أكثر مما فتك في سكان غيرهما من محلات حلب الداخلية وكثرت الوفيات منه في القرى القريبة من حلب حتى نتن هواؤها وبلغت وفياته اليومية في حلب نحوا من خمسمائة نسمة.
[إبطال مكس الزيتون من قرى عزاز:]
وفيها نقش على جدار الجامع ما صورته:«لما كان بتاريخ خامس شهر ربيع الأول سنة ٨٥٧ رسم المقرّ الكريم العالي يوسف الخاقاني- بإشارة مخدومه المقرّ الكريم العالي السيفي المنصوري، مولانا الملك الآمر أعز الله أنصاره- بإبطال مكس الزيتون من قرى عزاز ومعاملتها وملعون ابن ملعون من يعيدها أو يجددها» .
وفي سنة ٨٥٩ ولي حلب جانم الأشرفي.
[احتفال الناس بماء السمرمر:]
قال في مسودة كنوز الذهب ما خلاصته: في هذه السنة ٨٥٩ احتفل الناس بوصول ماء السمرمر إلى حلب، أحضر إليها من عين ماء في واد من بلاد العجم وهو محفوظ في إبريق من الصفيح، فوضع على مئذنة جامع القلعة زعما بأنه يجلب طير السمرمر، الذي هو عدوّ الجراد. قلت: سيأتي لنا في حوادث سنة ٩٦٤ ما فيه البيان لبطلان هذا الزعم.
وفي سنة ٨٦٣ ولي حلب إينال اليشبكي.
[طاعون جارف:]
وفيها وقع طاعون بحلب أهلك الحرث والنسل، وأقفل دورا كثيرة ومحى عدة بيوت، وتوفي فيه حم غفير من العلماء والأعيان. ومات فيه بحلب وضواحيها زيادة عن مائتي ألف نسمة.
[إبطال خانية قلعة القصير:]
وفي سنة ٨٦٤ نقش على جدار الجامع ما صورته: «لما كان بتاريخ سلخ شهر محرّم سنة ٨٦٤ رسم حضرة مولانا السلطان الملك الأشرف إينال- خلد الله ملكه- بإبطال