قال العزيزي: وكورة أفامية مدينة عظيمة قديمة على نشز «١» من الأرض لها بحيرة حلوة يسقيها النهر المقلوب وهو العاصي.
قلت هي الآن خراب قرب قلعة المضيق تبعد عن العاصي (٩٠) مترا ويظهر لسورها بعض أطلال وفيها طريق محفوف بالأعمدة المرمرية في وسطه آثار هيكل لباكوس وهو تمثال الطرب قيل وصاحبه أول من اكتشف خواص العنب وعمل منه النبيذ.
أما قلعة المضيق فقد كانت حصنا لأفامية وهي الآن خراب فيها آثار قليلة. وبحيرة أفامية مشهورة من قديم الزمن وحديثه. وقد سبق ذكرها في الكلام على بحيرات الولاية.
ومن الأماكن التي لها ذكر في التاريخ من هذا القضاء (دير كوش) وكانت معتصما فلما ابتنت الفرنج حارم بنوه حصنا وصار له ربض. ولما ملكه المسلمون من الفرنج مع ما ملكوه منهم بنوا في ربضها جامعا فاتسعت وعظمت حتى صارت بليدة لها معاملات وفيها قاض ووال ثم اضمحلت وعادت الآن كقرية كبيرة وهي على شط العاصي وفيها حمام وسوق وهي كثيرة الخيرات وافرة البساتين يجلب منها إلى حلب وغيرها الرمان والتفاح وغيرهما من الفواكه اللذيذة الطيبة.
في هذا القضاء أيضا قرية (قسطون) ومحلها في الروج وكانت حصنا وفي سنة ٤٤٨ نزل عليه أبو علي الحسن بن علي بن ملهم العقيلي فقاتله وقل الماء على أهله فأنزلهم على الأمان وكان فيه قوم من أولاد طلحة ومحمد بن عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فوجد فيه ألفا من البقر والغنم وغيرها كلها ميتة فخربه وانصرف عنه.
[الأسر الشهيرة في مدينة جسر الشغر]
منها أسرة محمد آغا اليونسو المتوفى في العقد الثامن من القرن الثاني عشر وكان ذا بأس ودهاء ومن أحفاده الآن محمد آغا وصادق آغا.
ومنها أسرة النجّاري منها نعسان آغا وسليم آغا وقد خلفهما أولادهما.
ومنها أسرة القاسم منها نعسان آغا وكان ذا أخلاق فاضلة ومدارك سامية. انتهى الكلام على هذا القضاء.