الشافعي والقاضي الحنفي بحلب مدرسيها. لها من دائرة الأوقاف بحلب بدل تخميس يبلغ في السنة نحو ٥٠٠٠ قرش وقد استعملت في أيام الدولة العثمانية محكمة للشافعية زمنا طويلا ثم تركت وأشرفت على الخراب وضاعت أوقافها إلى أن عمرها المتولي عليها المرحوم (بهاء الدين أفندي ابن تقي أفندي القدسي) في حدود سنة ١٢٦٠ وأعادها مدرسة كما كانت عليه قبلا إلّا أن غلة وقفها لا تزال قليلة جدا بحيث لا تقوم بمعين الموظفين بها من المجاورين والإمام والمدرس وبقية أصحاب الشعائر وفي سنة ١٢٧٥ وقفت الحاجة بنبه بنت عبد الله بن عبد المنان زوجة المرحوم بهاء الدين المومى إليه على هذه المدرسة دارا في محلة الفرافرة قرب جامع الزينبية والمدرسة الآن سماوي مشتمل على ست حجرات في غربيه وشرقيه وعلى قبلية وعلى حوض مسقوف يؤخذ ماؤه بواسطة أنابيب وعلى غرفة فوق جهته الشرقية هي محل جلوس المدرس وتقام فيها الصلوات الخمس في قبليتها وليست من العمار على شيء لقلة دخلها.
تنبيه: كانت دور بني العديم شرقي هذه المدرسة إلى أن انهدمت في حادثة تيمور وصارت تلا وكانت إلى جانب هذه الدور بوابة من الرخام الأصفر ثلاث قطع (وهي باقية حتى الآن) دثر داخلها وعمره الناس أملاكا. قلت من جملة هذه الأملاك دار لبني العكام أدركناها عامرة ثم هدمتها الحكومة وبنت مكانها المكتب الرشدي العسكري. وكانت في ذلك الجوار خانقاه أنشأها سعد الدين كمشتكين الخادم مولى أتابك عماد الدين سنة ٥٧٣ لم يبق لها الآن أثر ولعلها دخلت في بناء خان خيري بك.
[الزاوية الجوشنية]
محلها في سوق السويقة على الجادة عند السيوفية شمالي باب خان قورد بك واسمها الأصلي أقصراوية نسبت لبانيها وكأنها اشتهرت بعد الجوشنية لقربها من صناع الجواشن وهي الدروع فقد كان هذا السوق مختصا بعمل السيوف والجواشن ولهذه العمارة سماوي في جنوبيه قبلية وفي غربيه حجرة لها شباك على الجادة مدفون فيها الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الكازروني وفوق هذه الحجرة غرفة صغيرة معدة لجلوس الشيخ. مكتوب على باب هذه الزاوية:
(بسم الله أنشأ هذه الزاوية المباركة العبد الفقير إلى الله تعالى الشيخ الصالح العابد الحاج جنيد ابن عمر الأقصروي الأبواسحاقي تغمده الله بالرحمة برسم سلطان الأولياء والأقطاب