في مفاصل ضعفائهم وقيل لهم جوزيتم بما صبرتم. وامتدت مقاصيرها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم) .
أقول: هذا البيمارستان في أيامنا معطل مائل للخراب بل داخله خراب قد صارت حجراته تلالا ولم يبق منها إلّا بعض حجر متشعثة متوهنة يسكنها بعض العبيد العتقاء وقد استولى بعض الناس على قطعة عظيمة من جهتهه الجنوبية وأدخلها في العمارة المعروفة بالباكية «١» وقد ضاعت أوقافه ودخل بعضها في أوقاف الجامع الكبير.
مكتوب على بابه (بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمله المولى الملك المالك العادل المجاهد المرابط الأعز الكامل صلاح الدنيا والدين قسيم الدولة رضي الخلافة تاج الملوك والسلاطين ناصر الحق بالبراهين محيي العدل في العالمين قامع الملحدين قاتل الكفرة والمشركين أبو القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر ناصر أمير المؤمنين أدام الله دولته بمحمد النبي واله بتولي العبد الفقير إلى رحمة مولاه عتبة بن أسعد بن الموصلي) .
تنبيه: كان بحلب بيمارستان آخر قديم معروف ببني الدقاق ثم دخل في دار سودون الدوادار التي كانت غربي الحلاوية وكان يسكنها أركان الدولة، وكان على باب الجامع الكبير الشمالي بيمارستان له بوابة عظيمة ينسب لابن خرخان وهو معطل يسكنه بعض الفقراء وكان قرب البيمارستان النوري خانقاه أنشأتها الصاحبة فاطمة خاتون بنت الملك العادل المتوفاة سنة ٦٥٦ قد كتب عليها (وقفت هذه الخانقاه فاطمة بنت الكامل محمد بن العادل بن أبي بكر بن أيوب على الفقيرات المقيمات بها وإظهار الصلوات الخمس والمبيت فيها) ووقفت عليها كفر تعال من جبل سمعان.
[مسجد الشيخ عبد الله]
محله البيمارستان النوري المتقدم ذكره طرفه الشرقي معلق على جدار ملاصق جدار دار كانت لبني طه زاده وهي الآن جارية بتصرف بيت صولا أحد وجهاء الطليان المسيحيين والطرف الغربي معلق على جدار عمارة المار كوبلي المعروفة بالباكية وذكره في كنوز الذهب