في بيروت ليفهمه الأخطار التي تنجم عن هذا الإشغال الذي لا ينطبق على أفكار الشعب.
وبعد بضعة أيام ورد من دمشق على قيادة الفرقة الثالثة بحلب برقية مآلها أن الفرنسيين عدلوا أول أمس عن إشغال بعلبك ورياق وشتورة وحاصبيّا وراشيّا، واكتفوا بإقامة ضابط ارتباط في بعلبك فقط فاستبشر الناس بهذا الخبر.
[روابط المحبة بين العرب والأرمن في حلب:]
في هذا الشهر أقامت طائفة الأرمن بحلب حفلة شاي في ميتم الأرمن الكائن في خان الصابون برآسة جعفر باشا، حضرها ٥٢ شخصا من وجهاء العرب و ٤٤ من وجهاء الأرمن تبودلت فيها الخطب الودية بين الطرفين، وخطب ناجي بك السويدي فبحث عن وجوب الاتحاد والتضامن بين الأمتين ومدح ثبات الأمة الأرمنية واستعدادها.
[عود الأمير فيصل من أوربا:]
يوم الأربعاء ٢٣ ربيع الثاني سنة (١٣٣٨) وصل سمو الأمير فيصل إلى بيروت عائدا من باريس، فاستقبلته وفود البلاد السورية استقبالا باهرا. وكان من جملة المستقبلين وفد حلب. وقد أطلقت المدافع تحية لمقامه الملوكي ورفعت له الأعلام العربية على أقواس الظفر المنصوبة بالشوارع.
[خطاب الأمير في دمشق:]
وبعد أن وصل الأمير إلى دمشق بيوم ألقى خطابا بحضور الجم الغفير، قال فيه ما خلاصته: إنه حتى الآن لم يعقد بينه وبين أيّ كان من الدول الأوربية اتفاق، وإنه لم يتحول عن عزمه الذي ذهب من أجله- وهو طلب الاستقلال- ليس لسورية فقط بل لجميع البلاد العربية، وإنه لا يتزعزع عن هذا العزم إلى آخر لحظة من حياته.
[قدوم سمو الأمير فيصل على حلب:]
في نحو الساعة التاسعة زوالية صباح يوم الخميس ٩ جمادى الأولى سنة (١٣٣٨) وصل إلى حلب القطار الخاص الذي يقلّ سمو الأمير فيصل فاستقبل أجلّ استقبال كان رسم برنامجه على صفة منظمة.