في الأشغال السالكين طريقة الأخيار الأمثال الذين يعينهم المدرس بها من الفريقين مشتملة على مسجد لله تعالى مشيد فيه مدفن السلطان الملك الظاهر قدس الله روحه ليناله ثواب قراءة العلم ودراسته وبركة القرآن وتلاوته فجزاه الله أفضل الأجر عليه وشرط فيها أثابه الله تعالى أن يكون المدرس شافعي المذهب والإمام للصلاة في مسجدها شافعي المذهب وكذا المؤذن غفر الله لهم أجمعين سنة ٦٢٠. مكتوب على شباك مدفنها (هذه تربة السلطان الملك الظاهر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين منقذ بيت المقدس من أيدي الكافرين قدس الله روحهما ورحم من ترحم عليهما) .
وظهر من كتاب وقف أن دار المرحوم السلطان صلاح الدين الأيوبي كانت في محلة ساحة بزة قرب جامع السلطانية وقد ذكرنا أن دور بني الشحنة كانت تحت القلعة قرب السلطانية، ومن جملة ما كان في هذا الفضاء خانقاه تعرف بالخانقاه الشمسية في رأس درب هناك كان يعرف بدرب البازيار أنشأها شمس الدين أبو بكر أحمد أخو صاحب الشرفية في حدود سنة ٦٢١ وكان في ذلك السمت عدة خانقاهات ومدارس جهل محلها ولم يبق لها أثر من جملتها خانقاه جمال الدولة إقبال الظاهري برأس الدرب تجاه تربة الظاهر بالسلطانية ومن وقفها ربع الحمام العتيق ببانقوسا.
[الغوثية]
محلها شرقي السلطانية بميلة إلى الجنوب بينهما عرض الطريق وهي معدودة من زيارات حلب، أدركناها سماويا في جهته الجنوبيه حجرة فيها مزار وبجانبه قطعة عامود حجر في طول ذراع وغلظ نصف ذراع. مكتوب فيه حفرا (علي) وفي جانب هذه الحجرة من شرقيها قبلية صغيرة فيها محراب من النحيت والسماوي يرقى إليه من بابه بدرج والباب كوة متسعة قليلا غلقها حجرة واحدة سوداء كثيفة وفي هذا السماوي أيضا خلوتان عامرتان يسكنهما أسرة تنتسب إلى الطريق نظمت هذا المحل وجعلت في وسط سماويه حديقة وحوضا صغيرا فصار موضعا نزها مفرحا يسمر فيه في ليالي الصيف جماعة من أهل العلم والأدب.
ثم في سنة ١٣٣٢ قررت الحكومة التركية أن تبني في تلك البقعة دارا للحكومة فهدمت الغوثية عن آخرها ونسفت تلال التراب التي كانت حولها وبدأت بالأسس ثم حدثت الحرب العامة ووقف العمل وكان نصب عليها متول واستدعى من الحكومة صرف مبلغ عليها