كان عدد حصن البخار عندها في سنة ١٨٨٢ م/ ١٣٠٠ هـ مقدرا بمليون ومائتي ألف حصان. ثم في سنة ١٩٠٧ م/ ١٣٢٥ هـ بلغ عدد هذه القوة نحوا من خمسة ملايين ومائتي ألف حصان.
على أن الذي أعان الأمة الألمانية على النبوغ في المسائل الاقتصادية والفنون الحربية، هو غناء بلادها من الحديد والفحم الحجري اللذين هما أس كل قوة آلية. وعليه فإن ألمانيا بمعاملها- التي تتحرك بالبخار والكهرباء والغاز الفقير والبترول والبنزين- قد فاقت بكثرتها، بالنسبة إلى عدد نفوسها، جميع الأمم في أوربّا وغيرها.
كانت صادرات ألمانيا قبل خمس وعشرين سنة من القطن تقدر ب ٦٧ مليونا، فصارت الآن تقدر ب ٤٢١ مليونا من الماركات. وصادرات الصوف كانت تقدر ب ١٧٧ فصارت الآن تقدر ب ٢٥٣ مليونا من الماركات. وعلى هذه النسبة زادت فيها صادرات الحرير والكتان وبقية المواد التي تنسج منها الأقمشة. وعلى هذه النسبة أيضا زاد فيها عدد التجار، فقد كان في سنة ١٨٨٢ م/ ١٣٠٠ هـ يقدر بمليون وخمسمائة ألف فصار الآن يقدر بثلاثة ملايين وأربعمائة وسبعة وسبعين ألفا وستمائة تاجر. وهكذا قل في زيادة الخطوط الحديدية وأسلاك البرق وأسلاك الهاتف والمواد الطبية والفنون الزراعية، وجميع البضائع التجارية، وصنوف الأصبغة والأشربة الروحية التي تصدرها دول العالم المتمدن من ممالكها، فإن ألمانيا قد برعت بها أيما براعة.
لم لم تتفق تركيا مع دول الاتّفاق، ولم لم تبق على الحياد؟
يؤخذ من مذكرات جمال باشا أن تركيا رغبت عقد التحالف مع دول الاتفاق، وأن جمال باشا سافر إلى باريز للحصول على هذا الغرض وقابل وزير خارجية فرانسة، وطلب منه- قبل إبرام عهدة الوفاق- حل مسألة الجزر بين تركيا واليونان. فكان جواب الوزير له ما معناه أن فرنسة لا يسعها الموافقة على هذا الطلب دون رضاء حلفائها. ومن هذا الجواب فهم جمال باشا أن دول الاتفاق لا ترغب التحالف مع تركيا، فعاد إلى استانبول بخيبة الأمل. وقابل فيها السير لويس ماليت سفير إنكلترا.
وبينما هو يحادثه إذ قال له السير لويس: أرغب منك يا جمال باشا أن تصرح لي بمطاليب الحكومة العثمانية في مقابلة بقائها على الحياد. فأجابه جمال باشا، بعد أن راجع الصدر