وخصصنا بكل حمام ٤٧٦٢ إنسانا لظهر لنا أن عدد سكان حلب في ذلك التاريخ كان ٦٦٦٦٨٠ نسمة عدا الأسر التي كانت تقتصر على حمامات دورها.
على أن حمامات حلب الآن التي هي ٤٢ حماما تزيد على كفاية سكان حلب فضلا عن كونها غير كافية لهم فإن الكثير منها يشكو أصحابها الكساد وقلة الوارد مع أنه لا يستعمل منها سوى خمسة أو ستة أبازن «١» وذلك أقل من نصف ما فيها من الأبازن فإن كل حمام يشتمل على اثني عشر أبزنا ومن الضروري أن تكون أبازن الحمامات التي عدها ابن شداد كانت تستعمل كلها ولا تفي بحاجة أهل حلب كما هو صريح عبارة ابن شداد.
[عدد سكان حلب في أواخر القرن العاشر]
لم أظفر بقول صريح أستبين منه عدد سكان مدينة حلب فيما مضى من القرون السابقة على القرن العاشر، سوى أني قرأت في تذكرة دارفيو كلاما يستفاد منه أن عدد سكان حلب في أواخر القرن العاشر يتراوح بين ٢٨٥ و ٢٩٥ [ألف]«٢» نسمة من كل جنس وملة من ذلك (٤٠) ألفا نصارى و (٢٠) ألفا يهودا. والباقي مسلمون.
وقال دارفيو في موضع آخر من تذكرته في أثناء كلامه على ما يستهلك في أيامه في حلب من المآكل كاللحوم والبقول التي حملته كثرتها على الاستغراب: لا جرم أن تستهلك هذه المقادير العظيمة من المأكولات في مثل هذا البلد العظيم الذي هلك من أهله في الطاعون الذي دهمه سنة ١٠٨٠ مائة ألف نسمة، ثم شوهدت أزقّته بعد ثمانية أيام من انقضاء الطاعون غاصة بالناس كما كانت قبلا بحيث لم يظهر فيها هذا النقص العظيم.
[عدد سكان حلب سنة ١٢٣٧]
ذكر في كتاب اللغات التاريخية والجغرافية التركي العبارة في باب الحاء في الكلام على حلب، أن عدد أهلها قبل زلزال سنة ١٢٣٧ كان نحوا من أربعمائة ألف. أما الآن يعني سنة ١٢٩٨ فهو نحو من ١٢٠ ألف نسمة.