هي الآن بليدة صغيرة تعرف باسم باربوز بنيت هذه البلدة سنة ١٦٢٨ قبل الهجرة وكانت عاصمة دقيانوس إمبراطور روما المشهور وفي قرب هذه البلدة في جبل بناخيلوس مقام أصحاب الكهف على نصف ساعة منها مقام أصحاب الرقيم وكان اسمها القديم إبسوس. وعلى مسافة ٦ ساعات من البستان بينها وبين دارنده تمثالان عظيمان من الحجر أحدهما على صورة الأسد والآخر على صورة النمر جاثيان تجاه بعضهما يقال إنهما هما الحد الفاصل بين الأناضول وبرية سوريا.
وعلى بعد ساعات من البستان عمود منصوب طوله سبعة أذرع وعرضه ذراعان وهناك من الآثار القديمة ثلاث قلاع يقال لها قلعة خورمان وقلعة جركس وقلعة قزلر وقلعة خورمان على بعد ٩ ساعات من البستان وهي مبنية على أكمة صغيرة يجري بقربها نهر خورمان والقلعة في ارتفاع ٥٠ ذراعا ويبلغ تربيعها ٥٠٠ ذراع فيها خلوات كثيرة انهدمت جدرانها الداخلية من مرور الأيام وبقيت جدرانها الخارجية. وفي قرب القلعة من شماليها جادة على طرفيها صخرتان عليهما كتابة بالأرمنية. ويمر في هذا القضاء أربعة أنهار وهي جيحان ويعرف قديما باسم بيراموس وسكودلي وخورمان وكوكسون. وكلها تسقي أرض هذا القضاء.
وفيه أيضا حمام معدني ينفع من عدة أمراض ماؤه حامض الطعم يقال له حمام إيجمه يقصده الناس في فصل الصيف. وفي هذا القضاء جبل نورجق مغطى بالثلوج شتاء وصيفا ينبت فيه الجاي الصيني إلا أنه خفيف الطعم. وفي هذا الجبل بحيرة واسعة اسمها (على كوى) تبلغ مساحتها ١٥٠ ذراعا بالتربيع وعمقها ١٥ ذراعا.
وفي هذا القضاء أيضا ٦ قلاع مكونة من التراب وعلى بعد ١٢ ساعة خان فخر الدين وهو من الآثار القديمة على طريق بهسنى. وباتصال مقام أصحاب الكهف خان آخر يبلغ طوله ١٠٠ ذراع وفيه ١٢ خلوة ويسع ٣٠٠ دابة وقد عمر على شكل السوق المعروف باسم البناير، وفي هذا القضاء تنسج البسط والعباءات ويشتغل بذلك نساء العشائر. وفي قرى هذا القضاء نحو ٨٠ جامعا ومسجدا وفي كل قرية مكتب غالبا.
ومدينة البستان في هذه الأيام أحسن منها في الأزمان السالفة وقد حصل لأهلها رغبة