ولنشرع في ذكر أسماء القضاة الحنفية. قال ابن حبيب الحلبي: وفي سنة ٧١٠ ولي قضاء حلب كمال الدين أبو حفص عمر بن العديم رفيقنا القاضي الشافعي الأنصاري ولم نعهد في حلب سوى قاض واحد من قديم الزمان وإلى الآن. وفي سنة ٧٣١ ولي قضاء حلب ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن كمال الدين عمر المشار إليه عوضا عن والده المذكور ونقل إلينا من القضاء بحماة وولي بعده ولده جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم في سنة ٧٥٢ وكان حاكما عادلا فاضلا واستمر إلى سنة ٧٧٨ وفيها عزل بالقاضي محب الدين أبي الوليد ابن العلاء كمال الدين محمد بن محمد الشحنة العالم الشهير والعلامة النحرير وباشر الحكم أياما قليلة ثم عاد المعزول جمال الدين المذكور واستمر إلى سنة ٧٨٧ فعزل بالقاضي محب الدين ووصل خبر عزله وهو مريض فما علم بذلك وتوفي ليلة الخميس ٢٦ محرم سنة ٧٨٧ ودفن بمقبرة أهله خارج باب المقام بالقرب من مقام الخليل واستمر محب الدين قاضيا بحلب إلى سنة ٧٨٨ وفيها عزل بالمؤنسي الياس بن سعيد بن علي القراشهري.
وبعد سنتين عزل هذا بالقاضي محب الدين ثم عزل هذا بجمال الدين أبي الثناء محمود بن محمد بن إبراهيم بن الحافظ العينتابي وذلك سنة ٧٩٣ وباشر الحكم مدة يسيرة وكان قاضي عسكر. وفي هذه السنة ولي كمال الدين بن العديم قضاء عسكر حلب ثم صرف العينتابي ومدة ولايته أربعون يوما وولي قضاء حلب القاضي محب الدين المذكور وفي العينتابي يقول ابن الزاهد:
ارجع إلى ما كنت قاضي العسكر ... ودع القضاء لأهله لا تفتري
ثم عزل القاضي محب الدين بالعينتابي فلم تطل مدته ومات سنة ٧٩٤ وقال في ذلك ابن الزاهد:
هب السلطان قد أعطاك حكما ... أيقدر أنه يعطيك عمرا
فاستقر جمال الدين بن العديم قاضيا عوضا عن العينتابي واستمر إلى محنة تيمور. ثم سافر إلى القاهرة ولم يخرج قضاء حلب عنه واستناب القاضي شمس الدين محمد بن عمر