مجهولا ومحلها مبهما. وكان على باب هذه المدرسة حوض فوقه مسجد جدده أقجا وكان في هذا الزقاق المعروف قديما بدرب الحدادين مسجد آخر جددته زوجة الحمزاوي كافل حلب ثم جدده بعض التجار وهو المعروف بمشهد علي المتقدم ذكره.
[المدرسة السفاحية]
قال ابن الخطيب: أنشأها (أحمد بن صالح بن أحمد السفاح) ورتب فيها مدرسا وخطيبا على مذهب الإمام الشافعي. وقال ابن الشحنة: بناها القاضي شهاب الدين سبط بني السفاح ووقفها على الشافعية وشرط أن لا يكون لحنفي فيها حظ إلا في الصلاة. أقول: الأصح ما ذكره ابن الخطيب فقد رأيت كتاب وقفها باسم الأول. وهكذا يفهم من الكتابة التي على بابها وهي (أنشأ هذا المكان المبارك ووقفه جامعا ومدرسة وشرط أن يكون إمامها وخطيبها شافعي المذهب الفقير إلى رحمة الله أحمد ابن السفاح الشافعي في شهور سنة ٨٢٨) ووقف هذه المدرسة حافل جدا مشتمل على طواحين وقاساريات وحمامات وأراض ومصابن وغير ذلك موقوفة على هذه المدرسة وجامعها وذرية الواقف المذكور وذكرنا في ترجمة (أبي بكر بن عمر بن أحمد بن عمر بن أحمد بن صالح) أن عمر ابن الواقف هو الذي وقف مدرسة أبيه بحلب والجملة فإن هذه المدرسة معطلة ومسجدها معمور تقام فيه الصلاة والجمعة وهو رحبة متوسط في السعة في شماليها حوض ولها قبلية عامرة ولها فوق باب الرحبة منارة جميلة الصنعة غير إنها متشعثة مائلة للخراب لا يصعد إليها أحد وفي جانب القبلية من شرقيها مدفن فيه قبور من جماعة من بني السفاح ورأيت في مسودة تاريخ ابن الملا أنه كان يوجد قبلي السفاحية مدرسة أقجا مملوك يشبك اليوسفي قال وتعرف الآن بالأدهمية.
قلت الموجود الآن قبلي السفاحية دار يسكنها الناس.
[جامع العادلية]
قريب من المدرسة السفاحية لصيق أقميم حمام ميخان من شرقيه الشمالي بناه (محمد باشا ابن أحمد باشا ابن دوقه كين) في حدود سنة ٩٦٣ واشتهر هذا الجامع بالعادلية لأنه كان في جوار دار العدل التي هي دار الحكومة في ذلك الزمن وهي سراي منقار وهذا الجامع من مشاهير جوامع حلب فخامة وإتقانا وبهاء وأوقافه على كثرتها لا نظير لها من جهة