المظاهرات تعرقل مساعيه، وإن الدول المحالفة ترغب بمعاونة العرب وتحب أن يكونوا لهن أصدقاء.
تزلّف عظماء المسلمين والنصارى واليهود إلى بعضهم:
بعد الإفراج عن معتقلي حادثة ٢٨ شباط خطر لبعض عظماء الملل الثلاث أن يسعى بتأكيد ما بين هؤلاء الملل من المحبة والولاء القديمين؛ تفاديا من أن تكون تلك الحادثة قد شوهت محاسنهما أو أبقت لها أثر حقد أو ضغينة في القلوب. فأخذ عظماء الملل من السادة العلماء والكهنة يجتمعون عند أحدهم مرة في الأسبوع، يتبادلون في أثناء اجتماعهم عبارات التوادد والتحابب. وفي ختام الاجتماع يأدب «١» صاحب المنزل مأدبة حافلة تشتمل على الشاي وأنواع الحلوى وأطاييب الفواكه وقد حصل هذا الاجتماع في منزل كل من السادة: قاضي حلب، ومطارنة الطوائف المسيحية، والحاخام باشي، وبعض الوجهاء من الملل الثلاث.
[عقوبة المعتدين على الأرمن:]
ثم إن السلطة العسكرية الإنكليزية ألقت القبض على المتهمين بالجناية على الأرمن في الحادثة السالفة الذكر، وألّفت محكمة عسكرية حاكمتهم فيها، وقد جمعتهم في خان الشّربجي بحلب «٢» ، فكانت المحكمة متى أصدرت حكمها على واحد منهم بالقتل قصاصا قتلته في هذا الخان تعليقا. فقتلت نحو خمسة وثلاثين شخصا، ونفت آخرين إلى جهات في مصر مددا مختلفة، فمنهم من مات في منفاه ومنهم من رجع إلى حلب بعد انتهاء مدته.
[تسليم السلاح:]
وفي ثامن جمادى الثانية أعلن الحاكم العسكري العدلي بأن كل من كان عنده سلاح يجب عليه أن يسلمه إلى مخفر محلّته ويأخذ به وصلا.