وجدد سيما الطويل الجسر الذي على نهر قويق قريبا من داره وركّب عليه بابا أخذه من قصر بعض الهاشميين بني صالح بحلب، يقال له قصر البنات، وبه كان يعرف بدرب البنات، والقصر يعرف بأمّ ولد اسمها «بنات» كانت لعبد الرحمن بن عبد الملك الهاشمي.
وسمى «سيما» باب الجسر المذكور باب السلامة. وفي سيما الطويل يقول البحتري شعرا:
فردّت إلى سيما الطويل أمورنا ... وسيما الرضى في كل أمر نحاوله «١»
[حوادث أيام بني طولون:]
وفي سنة ٢٦٤ عصى أحمد بن طولون على مولاه أبي أحمد الموفق وأظهر خلعه ونزل إلى الشام، فجفل «٢» منه سيما الطويل إلى أنطاكية فنزل عليها ابن طولون وحاصرها وفتحها عنوة وقتل «سيما» ، واستولى على حلب والشام. وفي سنة ٢٦٥ توجه أحمد ابن طولون إلى مصر وولّى على حلب مملوكه لؤلؤا.
[سنة ٢٦٧ خبر الزلزلة:]
فيها كانت زلزلة عظيمة بالشام ومصر والجزيرة وأفريقيا والأندلس، وكان قبلها هدّة عظيمة قوية. وفي سنة ٢٦٨ خرج بكّار الصالحي، من ولد عبد الملك بن صالح، بين حلب وسلمية، ودعا لأبى أحمد الموفق، فوجه إليه لؤلؤ قائدا يقال له يوذر فأخفق سعيه.
ثم ظفر لؤلؤ ببكّار وقبض عليه سنة ٢٦٨.
[عصيان لؤلؤ على مولاه:]
فيها عصى لؤلؤ على مولاه أحمد بن طولون، وكاتب أبا أحمد الموفق بالمسير إليه وقطع الدعاء لمولاه في مدنه جميعها: حلب وقنسرين وحمص وديار مضر، ووافقه أهل الثغور على ذلك وأخرجوا نواب مولاه منها. فوافاه مولاه من مصر سنة ٢٦٩ في مئة ألف وقبض