محله تجاه حمام الجوهري قرب سوق باب قنسرين وكان يعرف بمسجد المحصب، يقال إنه بني في أيام أحد العمرين وجدد عن يد عبد الرحمن بن عبد الرحيم من بني العجمي واسمه مكتوب عليه ومنارته بناها ابن سوادة وجدده أيضا ووسعه وزاد فيه زيادة كثيرة الشيخ (عبد الكريم الصوفي بن عبد العزيز الخافي) ثم توهن وأشرف على الخراب إلى أن جدد جدار قبليته مما يلي الصحن سنة ١٣٠٢ من غلة وقفه بسعي أهل المحلة وجصص داخلها، ورمم كثير من جهاته وهو فسيح القبلية والصحن وفيه حوض فوق عشر بعشر وفي شرقيه رواق وغربيه حجرة واسعة تعلم فيها الأطفال وفي شرقي شمالي القبلية مزار الشيخ عبد الكريم الذي جدده وفي الجدار الجنوبي من القبلية في شرقي المحراب رخامة صفراء مرصوفة في الجدار بارزة السطح في وسطها حجر فيه صورة قدم غائض يقولون إنه أثر قدم النبي عليه الصلاة والسلام فيزار ويتبرك الناس به وينقلون عنه الكرامات وإن الذي أظهر هذا القدم هو الشيخ عبد الكريم المذكور وذلك أنه رأى في منامه قائلا يقول له:
في اليوم الفلاني تسمع على باب الجامع شقشقة بعير فاخرج إليه وفتش حمولته تجد فيها أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان اليوم المذكور سمع بعيرا يهدر على باب الجامع فخرج إليه هو وتلامذته فرأوه باركا تجاه باب الجامع ورجل من الأعجام خلفه يثيره وهو لا ينهض وحينئذ تحقق الشيخ صدق رؤياه وهجم مع تلامذته على الحمولة ففتشوها ووجدوا فيها هذا القدم فأخذوه وقرروه عن شأنه فأخبرهم بأنه سرقه من أحد بيوت مكة المكرمة بقصد أن يضعه في أحد جوامع بلدته لتحرز شرفا جديدا هذا ما أشتهر عندنا في قصة هذا القدم والله أعلم.
هذا الجامع له في جهته الغربية بابان أحدهما من شماليها وهو الباب القديم والآخر في جنوبيها وهو حديث وأظن أن الذي فتحه الشيخ عبد الكريم. مكتوب على شباك الحجرة المدفون فيها الشيخ المذكور (أنشأ هذا المكان بعون الله وحسن توفيقه العبد الفقير إلى الله تعالى الراجي عفو ربه مؤملا فضله العميم السالك على المسلك القويم أبو الخير الشيخ عبد الكريم بن عبد العزيز بن عبد الله الحنفي مذهبا الخوافي معتقدا أمتعنا الله ببركته ونفعنا والمسلمين بصالح أدعيته في الدار في سنة ٨٥٥) وعلى الباب الشمالي الموجه غربا (بسم الله الرحمن الرحيم جددت هذه البنية المباركة في دولة مولانا السلطان الأعظم والملك المعظم