في شرقي هذه المحلة على حدود محلة ترب الغرباء وهي كنيسة عظيمة ذات غرف وأبهاء وبستان لطيف مبنية على أرض محتكرة من وقف جامع الميداني بدىء بتأسيسها في سنة ١٨٧٩ م سنة ١٢٩٧ هـ عن يد الراهب يوسف روز اليسوعي رئيس الدعاة اليسوعيين في حلب بناها على اسم القديس أغناطيوس دي لويولا. طول معبدها ٢٥ ع وعرضه ١٢ وارتفاعه ١٨ مترا وهو معبد مستوفي شروط العبادة حسب الديانة المسيحية ومن جملة مشتملات هذه الكنيسة مدرسة كانت قبل الحرب تعلم فيها الأولاد من الطبقة الوسطى ثم في أثناء الحرب أقفلت وبعد أن وضعت الحرب أوزارها مست الحاجة إلى أن تجعل مدرسة تجهيزية عليا يتلقى فيها الشبان العلوم التي لا يستغنى عنها في سبيل الوصول إلى المراتب الرفيعة من العلوم والفنون ففتحت سنة ١٩٢٠ م سنة ١٣٣٩ هـ فأقبل عليها من أنهى دروسه في مدارس حلب ورغب أن يحصل على ما هو أسمى منها. والعلوم التي تتلقى فيها هي علم البيان والبلاغة في العربية والإفرنسية والحساب والجبر والهندسة والكيميا والفيزيكا «١» والتاريخ والجغرافية والترجمة وعدد تلامذتها الآن ٤٥ وهم من نخبة الشبان والنوابغ منهم تمتحنهم لجنة مؤلفة من الحكومة قوامها علماء وطنيون وفرنسيون فإذا نجحوا بامتحانهم فإنهم يعطون شهادة تخولهم حق الدخول إلى مدارس الطب والهندسة والحقوق والزراعة وغيرها في فرنسا وبيروت. على أن الدخول إلى هذه المدرسة بأجرة طفيفة وهي نهارية فقط. ليس لهذه الكنيسة من الأوقاف سوى دارين تبلغ غلتهما في السنة ستين ذهبا.