وأما ما يستعملونه في أتراحهم، فهو متى احتضر المريض جلس عند رجليه رجلان متدينان يذكرانه بقولهما [شيماع إسرائيل أدوناي إيلو أدوناي أحاد] أي اسمع يا إسرائيل الديان إلهنا الديان واحد. فإذا مات وضعوه على المغتسل المعروف عندهم باللوحوت فيغسلونه بالماء الفاتر ويدرجونه في ثوب من الكتان ويضعونه في التابوت ويسمونه [أروت] ثم يحضر أحد أولاده وأقاربه ويقرأ عليه قديشا أي يصلي عليه صلاة الميت فإذا تم ذلك حمل التابوت بين ثلاثة أشخاص. ويجب على كل من مرت به الجنازة أن يمشي معها لا أقل من أربعة أذرع ويطلب من الميت السماح.
فإذا وصلوا به إلى الكنيسة أدخلوه إليها وقرأ عليه أحد أقاربه قديشا آخر. ثم حملوه كذلك حتى وصلوا به إلى مدفنه ودفنوه وعندها يقوم أحد الحاضرين ويبارك عليه بقوله [با روخ ديان ها ايميت] أي تبارك من شرع الحق. ثم يقرأ ولده قديشا ثالثا ويعود هو ومن معه من الأقارب والأحباب إلى بيت الميت وفي أثناء الطريق يغسل يديه كل من حضر في الجنازة ويقول عند غسله إياها [عينينو لو رأو ويادينو لوشا فيخو بيدام هزه] أي أعيننا ما رأيت ويدينا «١» ما سفكت هذا الدم.
فإذا وصلوا إلى بيت الميت قام أحد الحاضرين إلى كل وارث للميت وخرق ثوبه من طوقه سواء كان أنثى أم ذكرا ويقول لأولاده [يا روخ ديان ها ايميت] . ثم تحضر مائدة فيها أنواع الأطعمة يرسلها أحد الحاضرين ويطعمون ورثة الميت بشرط ألا يتناولوا منها ما لم يضعوا الطعام بأيديهم ويباركوا لهم بقولهم [يا روخ ميناحيم إبيليم] يعني تبارك الذي يسلي الحزين. ثم إن ورثة الميت يجلسون في بيوتهم مدة سبعة أيام لا يشتغلون فيها مطلقا ويسمونها التأبيل أي الحداد، وفي اليوم السابع يصنعون لروح الميت طعاما للفقراء.
وهكذا في اليوم الثلاثين وبمرور تسعة أشهر وبمرور السنة.