وفي هذه السنة أعني سنة ١١٥٣ كانت النّزالة من الإنكليز في حلب. فكان لهم فيها قنصل وعشرة تجار وقسيس وكاتب أسرار وطبيب. وفي سنة ١١٥٥ ولي حلب حسين باشا. وفي هذه السنة كثر ظلم القاضي وتظاهر بالفسوق والرشوة فتألب عليه العامة وهجموا عليه وهو في المحكمة ورجموه ونهبوا المحكمة. وفي سنة ١١٥٦ وقع بحلب طاعون عظيم أهلك خلقا كثيرا، واشتد فساد العربان في البر. وفي ذي القعدة سنة ١١٥٧ ولي حلب الحاج أحمد باشا الصدر الأسبق السر عسكر. وفي أوائل سنة ١١٥٨ قتل الباشا من اليكجرية «١» مقتلة عظيمة بسبب ظلمهم وفسقهم، وتحصن البهلوان في القلعة وبقي بها إلى أن ولي حلب علي باشا حكيم باشي زاده الصدر الأسبق، وهذه الولاية الثانية نقل إليها من بوسنة. وولى سلفه الحاج أحمد باشا إيالة الأناطول، فكان ذلك في هذه السنة أعني سنة ١١٥٨ ثم فيها أعيد لولاية حلب الحاج أحمد باشا الصدر الأسبق لما ظهر للدولة من لزوم وجوده فيها لقمع العربان وتحرك العجم في ممالك إيران.
وفي شهر ذي الحجة سنة ١١٥٩ ولي حلب أحمد باشا كوبريلي زاده متصرف قندية، وولي سلفه الحاج أحمد باشا الصدر الأسبق قندية. وقبل أن ينتقل أحدهما لمحله الجديد صدرت إرادة سلطانية بإبقاء كل منهما في محله الأول، فبقي الحاج أحمد باشا الصدر الأسبق في حلب، وبقي أحمد باشا كوبريلي زاده في قندية. وفي جمادى الآخرة سنة ١١٦٠ ولي حلب حسين باشا والي «وان» وولي سلفه الحاج أحمد باشا الصدر الأسبق ديار بكر.
وفي هذه السنة أمرت الدولة أن يجلب من أذنة إلى قلعة حلب ستون مدفعا. وفيها جاء إلى حلب «كور وزير» وقتل جمعا كثيرا من اليكجرية. ولم أحقق هل جاء كور وزير لقمع اليكجرية خاصة، أم جاء واليا في حلب بعد عزل واليها حسن باشا؟
وفي سنة ١١٦١ كسفت الشمس بين الصلاتين إلى وقت الغروب وظهرت عدة نجوم.
وفي سنة ١١٦١ ولي حلب إسماعيل باشا عثمان باشا زاده. وفي محرم سنة ١١٦٤ ولي حلب سعد الدين باشا ابن العظم، ونقل إليها من طرابلس الشام وولي سلفه إسماعيل باشا ولاية طرابلس المذكورة. وفي هذه السنة كان الغلاء بحلب شديدا حتى ثار الناس في يوم