أعمال قنّسرين عيون كثيرة كبريتية تجري إلى الحمام بقرية يقال لها جندراس «١» ، لها بنيان عظيم معقود بالحجارة يقصده الناس من كل طرف، فيسبحون به للعلل. قلت: وهو مشهور في زماننا. ثم قال: وبالسخنة من أعمال قنسرين خمس حمامات ماؤها في غاية الحسن والحرارة ينتفعون بها من البلغم والريح والجرب.
قلت: وهي غير مشهورة في زماننا. وقال ابن الشحنة: وبناحية العمق حمّام دخلته مرارا.
قلت: وأنا دخلته مرارا وهو كبريتي وحرارته تبلغ اثنتين وأربعين درجة، وهو من أشهر حمّامات الولاية في زماننا ينبع ماؤها في حوض مربع مصنوع مساحته خمس أذرع في مثلها وفي أعلاه ثقب سعته ثمانية سانتيمتر في مثلها، يفيض منه الماء إلى أراضي العمق، وعلى هذا الحوض قبو معقود بالحجارة. وفي أطراف هذا الحمام عدة عيون كبريتية حارة لو جمعت إلى حوض لكانت حماما عظيما. وفي سنة ١٣٠٠ بنت بلدية حلب على بعض هذه العيون خلوة وصارت تؤجرها بعض الناس. ثم إن جميع هذه الحمامات في زماننا مباح للعامّ لم توضع عليها يد سوى حمام البلدية المذكورة.
[مملحة الجبول]
قال ابن الشحنة ما ملخصه: إن نهر الذهب يجري من ناحية باب بزاعا البلدة المعروفة شرقي حلب، حتى ينتهي إلى سبخة الجبول، فيجتمع في مساكب يعملها أهل الجبول والقرى المجاورة لها، فيجمد ويصير ملحا أبيض في مثل بياض الثلج معتدلا في الطعم لا مرارة فيه وهو في إقطاع نيابة حلب وعليه مرتبات من صدقات لأناس كثيرة بمراسم مرعية قال: وسمي هذا النهر بنهر الذهب لأن أوله بالقبان وآخره بالكيل. يعني أنه يزرع عليه في أوله الحبوب المأكولة وبعض العقاقير وهي تباع بالقبان، وآخره يصير ملحا وهو يباع بالكيل.