المعروف بجامع الرومي وهو جامع حافل واسع له منارة عالية تصلى فيه الجهرية والجمعة ولا يعرف الآن له وقف مع ضخامته وحسنه وقد بناه (منكلي بغا الشمسي) سنة ٧٧٨ وهو غاية بالبهاء والاتقان ومحرابه من الرخام الملون والفسيفساء معتدل على القبلة ومنبره نهاية في الحسن من الرخام الأبيض وكذا سدته. وهو شرقي التربة الصفوية المعروفة الآن بمسجد الشيخ صفي الدين وكانت محلته قبل بنائه مكانا يباع فيه الخمر يقال لها محلة الأرمن فقيض لها هذا الرجل وبناه جامعا وصرف عليه من حلال ماله وكان (الحاج أحمد الصابوني ابن الحاج عبد الله) أنفق عليه مبلغا وافرا وعزم على تجديد ما توهن منه فأعجلته المنية قبل إدراك الأمنية وبقى هذا المسجد العظيم متوهن البنيان في عدة جهات منه. مكتوب على بابه (بسم الله الرحمن الرحيم أنشأ هذا الجامع المعمور المبارك الفقير إلى الله تعالى المقر الأشرفي العالي المولوي المالك المخدومي السيفي أبو عبد الرحيم منكلي بغا الأشرفي كافل المملكة الحلبية حين كسر الأفرنج على إياس في غرة شهر صفر الخير سنة ٧٦٧ وهو يومئذ أتابك الجيوش المنصورة بالديار المصرية أدام الله مالكها مولانا السلطان الملك الأشرف أعز الله أنصاره) قلت ذكرت خبر كسرة الافرنج في حوادث السنة المذكورة فراجعه.
[المسجد العمري]
قرب الحدادية تجاهها بميلة إلى الجنوب بينهما عرض الطريق وأظن أن هذا المسجد هو الذي ذكرنا أنه نزله إبراهيم بن أدهم وأنه هو الذي كان يعرف بمشهد علي.
[المدرسة الحدادية]
محلها في السفاحية وراء قاسارية راغب آغا كجك زاده، على يمنة السالك في الجادة إلى سراي إسماعيل باشا ولم أظفر بالاطلاع على محل هذه المدرسة إلا بعد الفحص الطويل وهي التي حول أصلها ابن الخشاب إلى مسجد ثم هدمها حسام الدين محمد بن عمر بن لاجين ابن أخت صلاح الدين وصيرها مدرسة وبناها بناء وثيقا وهي الآن عرصة ضيقة لها باب مسدود بالحجارة المبنية وقد استولى جيرانها على قبليتها وسائر مرافقها وعاد اسمها