للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنه أحد الرجلين المرادين من الآية وظاهر كلام أبي ذر أن المدفون بحلب كالب وأن اشتهاره بلوقيا من تصرفات العامة أو من الاختلاف الواقع في اسمه واسم أبيه هو الصواب إنه كالب بن يوقنا كما ذكرناه ولم يذكر أحد من مؤرخي حلب متى ظهر قبره هذا فلا أدر من أين للشيخ على قوله في القصيدة المذكورة وثامن قرن فيه ذا الرمس قد ظهر.

وعلى كل حال فلا بأس من زيارته على توهم من وجوده فقد قال في طبقات الصوفية للعلامة المناوي: إن الأرض لأجسام الأنبياء والأولياء كالماء للسمك فيظهرون بأماكن متعددة ويزار كل مكان قيل عنه أنه فيه نبي كريم أو ولي عظيم ومعلوم أنه لم يثبت قبر من قبور الأنبياء بالتواتر إلّا قبر نبينا عليه الصلاة والسلام وقبر الخليل على ما ذكره صاحب الأنس الجليل. مكتوب على صمدية فوق المحراب في قبلية هذا المسجد: أنشأ هذا الأثر الحميد ووضع هذا المشبك الحديد الوزير بن الوزير ذو الرأي والفكر السديد المحفوف بعون الملك الحميد والمشمول بالنصر والتأييد حضرة الوزير المحترم والدستور المعظم عبدي باشا بن المرحوم الحاج علي باشا ابن المرحوم عبدي باشا والي حلب حالا زاده الله شرفا وجلالا سنة ١١٩٥. وعلى باب المسجد مما يلي الزقاق قصيدة تركية طويلة يفهم منها أن الذي جدد الباب المذكور مصطفى مظهر باشا والي حلب سنة ١٢٦٤، ورأيت في كتاب وقف عبدي باشا المذكور أنه اشترط فيه أن يدفع من غلة وقفه في كل سنة ثمن ثماني عشرة شمعة عسلية «١» وزن كل شمعة ألف وعشرون درهما ست منها توقد تجاه مرقد نبي الله كالب بن لوقيا عليهما السلام والبقية تجاه مرقد نبي الله زكريا عليه الصلاة والسلام.

تنبيه: البقعة التي فيها مقام كالب بن يوقنا كانت تعرف بعرصة الفراتي وكان فيها خانقاه تعرف بخانقاه المجدية نسبة إلى مجد الدين أبي بكر المعروف بابن الداية وهو أخو نور الدين الشهيد من الرضاع وكان بطلا شجاعا يحبه نور الدين توفي سنة ٥٦٥.

[مسجد زقاق النبي]

على صف مسجد النبي تقام فيه الجهرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>