عود حلب إلى العباسين وحوادثهم فيها [أيام المعتضد]«١»
وفي سنة ٢٨٦ قلّد المعتضد حلب وقنسرين ولده أبا محمد علي، وولى أبو محمد بن المعتضد من قبله على حلب ابنه الحسن بن محمد المعروف بكوره الخراساني، وإليه تنسب دار كوره داخل باب الجنان بحلب والحمام المجاورة لها، وكانت خربت ولم يبق منها أثر.
وكان كاتب محمد بن المعتضد يومئذ الحسين بن عمرو النصراني فقلده النظر في هذه النواحي.
وفي سنة ٢٨٧ خرج وصيف خادم الأفشين على الخليفة المعتضد فضم المعتضد الثغور إلى «كوره» وكان قد أسر وصيفا المذكور وأتى به إلى حلب فأقام بها يومين، ووجد في بستان من بساتينها مالا أقرّ به وصيف أنه كان دفنه بذلك البستان أيام مولاه الأفشين، وقدره ستة وخمسون ألف دينار، فحمل إلى المعتضد.
[حوادث أيام المكتفي]
وفي سنة ٢٨٩ صرف المكتفي الخليفة الحسن بن كوره عن ولاية حلب وولى عليها أحمد بن سهل النوتجاني، وذلك في جمادى الآخرة منها. ثم في سنة ٢٩٠ صرفه عنها وولّى مكانه أبا الأغر خليفة بن المبارك السلمي، ووجّهه لمحاربة القرمطيّ «٢» صاحب الخال، فإنه كان قد عاث في البلاد وغلب على حمص وحماة ومعرة النعمان وسلمية وقتل أهلها وسبى النساء والأطفال. فقدم أبو الأغر حلب في عشرة آلاف فارس، وأنفذ القرمطيّ سرية إلى حلب فخرج إليها أبو الأغر، إلى وادي بطنان، فكبسه غلام القرمطي وقتل عامة أصحابه، وسلم أبو الأغر في ألف رجل ولجأ إلى قرية من قرى حلب. وأقام القرامطة كالمحاصرين لحلب.
فلما كان يوم الجمعة سلخ «٣» رمضان سنة ٢٩٠ تسرع أهل حلب للخروج للقاء