القهوة والدكاكين التي في صفهما من ماله بعد وفاته واستخرجت من جنينة داره وبيت القهوة هذا لا يوجد في المحلة غيره وهو أحسن قهوة بحلب.
تنبيه: كان يوجد في هذه المحلة غربي خندق القلعة مدرسة اسمها السيفية الشافعية أنشأها الأمير سيف الدين بن علم الدين سليمان انتهت سنة ٦١٠ وقد درس بها عدة علماء وأئمة فضلاء ومن جملة أوقافها حصة بقرية إسلامين من عمل سرمين وأخرى بقرية المالكية من عمل عزاز وأخرى بقرية قيبار وأظن أن هذه المدرسة كانت تجاور الحسامية من جنوبيها وقد صارت دورا للناس ولم يبق لها أثر وكان قرب هذه المدرسة خانقاه أنشأتها السيدة أم الصالح إسماعيل بن العادل نور الدين سنة ٥٧٨ وبنت إلى جانبها تربة ودفنت فيها ولدها الصالح ووقفت عليه عدة أوقاف من جملتها بستان البقعة ووقفت على الخانقاه حصة بكفر كرمين من عزاز وكان عند باب الأربعين خانقاه أنشأها أتابك طغربل سنة ٦٤١ وقد سبق الكلام عليها في الكلام على أبواب سور حلب.
[الأسر الشهيرة في هذه المحلة]
امتازت هذه المحلة على غيرها من محلات حلب باختصاصها بسكنى أسر من أعيان المسلمين وبما اشتملت عليه من الدور العظام التي تضاهي كل دار منها محلة: فمن الأسر الشهيرة القديمة في هذه المحلة: أسرة بني شريف (بضم الشين وفتح الراء وتشديد الياء) وهي أسرة كانت قبل جيل ذات نفوذ وعظمة وأملاك وافرة وثروة طائلة وأوقاف كبيرة ورجال أجلاء عظماء ذكرنا بعضهم في باب التراجم. ومن الأسر الشهيرة في هذه المحلة أسرة آل إبراهيم قطار آغاسي وأسرة آل الكتخداه وآل المرعشي وآل السياف وآل القدسي وآل الخطيب وغيرهم وسنتكلم على أكثر هذه الأسر في مقدمة باب التراجم. والدور العظام في هذه المحلة مضافة إلى الأسر التي ذكرناها. انتهى الكلام على هذه المحلة.