كانت مدينة الدير قرية تعرف باسم (دير الشّعار) بضم الشين غير ملحقة بلواء ولا بولاية لوقوعها في وسط صحراء مترامية الأطراف كما قلنا. وكانت العشائر العربية تجتمع إليها في مواسم معلومة من السنة لعرض بضائعهم على التجار الذين يأتونها في تلك المواسم لشراء السمن والصوف والغنم والمواشي. وكانت حوادث النهب والسلب وغارات العرب لا تكاد تنقطع في جهاتها.
ثم في سنة ١٢٨١ هـ/ ١٨٦٤ م رأى ثريى باشا والي حلب أن يخضع عشائر تلك الناحية ويجعلها مركز قضاء ملحق بولاية حلب فجهز إليها حملة عسكرية مؤلفة من كتيبتين (طابورين) بقيادة مقدم ألف (بيكباشي) فأخضع عشائرها المتمردين وجعلها مركز قائمقام. ثم في سنة ١٢٨٧ هـ/ ١٨٧٠ م جعلت مركز لواء ملحق بحلب وجعل متصرفا فيه أرسلان باشا فألحق به قضاء الرقة والسبخة والعشارة والبصيرة وبوكمال والشدادي وسنجار ونصيبين ورأس العين وويران شهر ومسكنة. وجعل تدمر ناحية ملحقة به وتل عفر ناحية ملحقة بقضاء سنجار ورورينه ناحية ملحقة بقضاء نصيبين وكلا من كيلي ودقوري وميلي وخلجان ناحية مرتبطة برأس العين.
ثم فك ارتباط هذا اللواء عن حلب وجعله مرتبطا باستانبول توا وفي سنة ١٢٩٣ هـ/ ١٨٧٦ م ألحقت سنجار بولاية الموصل، وقضاء نصيبين بلواء ماردين وقضاء مسكنة بولاية حلب وأعيد إلحاق لواء الدير بحلب كما كان حين تأسيسه. وفي سنة ١٢٩٩ هـ/ ١٨٨١ م استعاد المتصرف حسين باشا الفريق استقلال هذا اللواء فألحقه باستانبول توا. وفي سنة ١٣٠١ هـ/ ١٨٨٣ م فك عنه قضاء الرقة وألحقه بولاية حلب.
وفي سنة ١٣٢٧ هـ/ ١٩٠٩ م ألحقت ناحية القائم بقضاء بوكمال وكانت من مضافات قضاء العانة المضافة إلى ولاية بغداد. وفي سنة ١٣٢٩ هـ/ ١٩١١ م ألحقت ناحية تدمر بقضاء حمص. ثم في سنة ١٣٣٣ هـ/ ١٩١٤ م ألحق قضاء العانة بلواء الدير وانفكّ عن ولاية بغداد وكان له فيه ناحيتان «هيت والحديثة» . وحين دخول الإنكليز إلى بغداد