السنة ثم غزا شاتيا، فأصاب الناس شدة فوجد الواثق عليه «١» وعزله، وولى على ما ذكر نصر بن حمزة الخزاعي.
[حوادث حلب أيام المتوكل]
وفي سنة ٢٣٢ ولى المتوكل حلب وقنسرين والعواصم «الشارباميان» أحد قواد المتوكل، وكان الوالي على جند قنّسرين، من قبل الشارباميان، علي بن إسماعيل بن صالح ابن علي فكانت أيامه حسنة. ثم ولى الشارباميان مكانه عيسى بن عبيد الله بن عبد العزيز ابن الفضل. وفي سنة ٢٣٥ ولّى المتوكل علي مظالم جند قنسرين والعواصم والنظر في أمور العمال طاهرا بن محمد بن إسماعيل بن صالح. ولما وافاه مرسوم الخليفة بالتولية كان في مرضه الذي مات فيه فولّى على قنسرين والعواصم والثغور وديار ربيعة ومضر والموصل، وغير ذلك، ابنه المنتصر بن المتوكل، فكانت الولاة تأتي من قبله وفيها أمر المتوكل أن يكتب إلى الآفاق بأن يؤمر أهل الذمة باستعمال الغيار «٢» .
[حادث غريب:]
وفي سنة ٢٤٢ وقع طائر أبيض دون الرّخمة على دلبة «٣» بحلب لسبع مضين من رمضان، فصاح: يا معشر الناس، الله الله، أربعين مرة. ثم طار وعاد من الغد وصاح أربعين صوتا. فكتب صاحب البريد بذلك محضرا وأشهد فيه خمسمائة إنسان سمعوه. قال ابن العديم بعد أن حكى هذه الحادثة: ولا يبعد عندي أن تكون الدّلبة هي التي ينسب إليها رأس الدّلبة. قلت: كان محلها سوق الحمام.
وسمع في هذه السنة أصوات هائلة من السماء وتزلزلت نيسابور وتقلعت جبال من أصولها ونبع الماء من تحتها ووصلت الزلزلة إلى الشام والثغور.