وفي هذا اليوم تحزب حزب من الشبيبة العربية وأتوا مكان نادي جمعية الاتحاد والترقّي المعروف باسم (قلوب) ووضعوا أيديهم عليه وعلى ما فيه من الكتب والأثاث وسمّوه نادي العرب، وأصدروا صحيفة يومية سموها (العرب) .
[قدوم شكري باشا الأيوبي إلى حلب في هذه الأيام:]
وافى حلب حضرة شكري باشا الأيوبي حاكما عسكريا عليها من قبل الحكومة الجديدة. فصلى الجمعة في الجامع الكبير وخلع على الخطيب عباءة حريرية جميلة وتعيّن سلفه كامل باشا القدسي الحلبي قائدا عاما وحاجبا فخريا لحضرة ملك العرب.
[وصول سمو الأمير الكبير الشريف فيصل إلى حلب:]
ظهيرة يوم الأحد سادس صفر من هذه السنة وصل سمو الأمير الكبير الشريف فيصل إلى حلب، وأقبل معه الوفد الذي ذهب قبل أيام لاستقباله إلى حماة. وقد أعدّ لاستقباله على مقربة من حلب موكب حافل، فنزل سموّه في دار هيئت له من محلة العزيزية وأقبل الناس عليه للسلام، فكانت أخلاقه المرضيّة والتفاته العالي محلّ إعجاب الجميع. وأول شيء فعله إصدار أمره بحلّ مجلس الشورى لما بلغه عنه من عدم استقامة مسلكه، وأن يقوم مقامه لجنة تؤلف من وجهاء المستخدمين الملكيين والعدليين.
[أخذ الأمير فيصل بيعة الحلبيين لأبيه الشريف حسين بن علي ملك العرب:]
بعد ظهر يوم الثلاثاء من صفر الخير حضر إلى نادي العرب بالموكب الحافل سمو الأمير فيصل، وكان النادي غاصا بالمدعوين الذي يعدّون بالمئات، فجلس سمو الأمير على كرسيّ معدّله في غرفة خصوصية من النادي، وصار يتقدم نحوه المدعوون زمرة بعد زمرة ويبايعونه بالتملك على العرب بالنيابة عن جلالة والده ملك العرب ثم يعودون إلى مقاعدهم. وبعد أن انتهت المبايعة قام سموه من الغرفة التي بايع فيها وأقبل إلى محله المعدّ له من صدر ردهة النادي، وقام الشعراء والخطباء ينشدون قصائدهم ويتلون خطبهم- على النسق