العشائر التي تشتغل باقتناء المواشي فقط في هذا اللواء ترحل في أواخر فصل الربيع إلى سهول أورفه وماردين وديار بكر إذا كان ما تقنيه من الغنم والجمال نحو ٤٠٠ دابة أو أكثر وإلا بقيت في جهات الدير ورعت مواشيها في ضفاف الفرات. ومثلها العشائر التي تشتغل بالزراعة وتقتني القليل من المواشي.
[كيف يتصرف الزراع بالأراضي]
في سنة ١٢٨٣ مصّرت الحكومة العثمانية مدينة الزور وقسمت الوديان والسهول التي تستقر فيها السيول والأراضي التي على ضفاف الفرات بين العشائر التي قطنت تلك النواحي فكان كل من راجعها من تلك العشائر تقطعه مقدارا من الأرض وتعطيه به سندا خاقانيا.
فمنهم من تقطعه بكرة ومنهم من تقطعه بكرتين أو أكثر على حسب عدد أهله. والبكرة تساوي دونما.
وكان لكل واحد من هؤلاء الزراع أن يضم إلى أرضه دونمات عديدة مع أنه يدفع المرتب الأميري على المساحة المحررة في سنده الخاقاني. وقد نشأ من توسيع أراضيهم بقاؤها قوية منبتة لأن صاحبها قسمها إلى أقسام عديدة يزرعها بالنوبة فربما زرع القسم منها مرة واحدة في كل أربع سنوات وزيادة.
[واردات هذا اللواء وصادراته]
واردات هذا اللواء من حلب ودمشق: الفاتورة والسكر والغاز البترول والرز المصري وقهوة البن والقطران والبنزين وأنواع الزيوت والأصبغة والدهان. وينقل إلى الدير من بيره جك على الأطواف الدبس والعسل والفاولة ومن دمشق القمردين والنقوع ومن العراق النعال والزفت والكثيراء «١» .
وأما صادرات اللواء فهي السمن والصوف والخروف والغنم والبقر والجمال والخيل والبغال والحمير والقنّب والكمون وغير ذلك.