في سنة ١٢٦٤ أمرت الحكومة العثمانية نامق باشا بالسفر إلى حلب لأجل إحصاء عدد سكانها فحضر إليها وأحصى سكانها الذكور دون الإناث. ونحن لم نطلع قبل هذا الإحصاء على غيره في أيام الحكومة المذكورة. والظاهر أن الناس كانوا في تلك الأيام يمتنعون عن تسجيل أسمائهم في سجلات الحكومة فرارا من الجندية وتخلصا من الضرائب التي كانوا يتخوفون من طرحها. ولذا كان إحصاء النفوس في تلك الأيام أمرا يحق له الاهتمام وأن يندب إليه أحد أعاظم الرجال.
وكان الناس بعد رضائهم بتسجيل أسمائهم يرون من العار تسجيل أسماء نسائهم فكان يصعب على الرجل جدا أن يصرح باسم زوجته أو ابنته أو أخته ولهذا لم تتمكن الحكومة إلا من إحصاء عدد الرجال فقط في هذا الإحصاء والإحصاء الذي كان بعده سنة ١٢٧٨.
ثم في سنة ١٢٩٩ تمكنت من إحصاء عدد النوعين وكانت أفكار الناس قد تنورت قليلا وأدركوا أن لا عيب ولا حيف في تسجيل أسماء نسائهم في سجلات الحكومة. وفي سنة ١٣١٠ وقع إحصاء آخر. ثم في سنة ١٣٢٠ وقع إحصاء خامس وهو آخر إحصاء كان في أيام الحكومة العثمانية.
على أن نتيجة جميع هذه الإحصائيات قريبة من بعضها فإن عدد سكان حلب في جميعها كان يتراوح بين ١٠٠ و ١٢٨ ألف نسمة ما بين ذكر وأنثى.
وهذا بيان في عدد سكان مدينة حلب وسكان ملحقاتها حسب الإحصاء الواقع في سنة ١٣١٠ وهو:
مدينة حلب (١٠١٠٣١) قضاء كلز (٧٢٠٦٦) قضاء إسكندرون (١١٧٥٥) قضاء أنطاكية (٦١١٩٣) قضاء الشغر (٢٥٥٠٧) قضاء المعرة (٤٥٧٧) قضاء عينتاب (٨٠٩٣٨) قضاء بيلان (٨٥٨٨) قضاء جبل سمعان (٢١١٣١) قضاء الرقة (٤٨٠٢) قضاء حارم (٢٥٢٦١) قضاء الباب (٢٢٠٣٠) قضاء منبج (٦٤٦٦) قضاء إدلب (٤٧٠٢٩) قضاء أورفه (٥٧١٠٨) قضاء البيرة (٢١٨٥٩) قضاء قلعة الروم (٢٢٨٣٦) قضاء سروج (١٧٣٠٨) قضاء مرعش (٥٢٢٩٢) قضاء البستان (٣٩٧٤٦) قضاء الزيتون (١٦٥١٨) قضاء بازارجق (١٨٠٥١) قضاء أندرين (١٦٦٠٠) .