في «الحفار» أسر فيها مزاحم، فرجع ابن رائق وخلّص ولده فقتل أخو الإخشيد فكفنه ابن رائق ووضعه في تابوت وبعث به إلى الإخشيد أخيه مع ابنه مزاحم الذي كان مأسورا وقال: ما أردت قتل هذا، وهذا ولدي لتقيده «١» به. فأحسن الإخشيد إلى محمد المذكور ورده على أبيه.
[حوادث أيام المتقي]
[استيلاء الدولة الإخشيدية على حلب وحوادثهم فيها:]
وفي سنة ٣٢٩ سيّر الإخشيد كافورا من مصر ومعه عسكر ضخم، وفي مقدمته أبو المظفر مساور بن محمد الرومي. فوصل إلى حلب هو وكافور والتقيا مع محمد بن يزداذ والي حلب من قبل رائق، فكسراه وأسراه وأخذا منه حلب، وتولاها مساور بن محمد الرومي ممدوح المتنبي بقوله:
أمساور أم قرن شمس هذا ... أم ليث غاب يقدم الأستاذا «٢»
يريد بالاستاذ كافورا. وإلى كسرة بن يزداذ أشار بقوله:
هبك ابن يزداذ حطمت وصحبه ... أترى الورى أضحوا بني يزداذا «٣»
ومساور هذا هو صاحب الدار التي كانت تعرف بدار ابن الرومي بالزجّاجين بحلب، وتعرف أيضا بدار مستفاد، وهي شرقي المدرسة العمادية التي جددها سليمان بن عبد الجبار بن أرتق، وتنسب إلى بني العجمي.
ثم إن الإخشيد اتفق مع ابن رائق على أن يبقي بيد ابن رائق حمص وحلب ويحمل إلى الإخشيد مالا معلوما ويزوجه ابنته. وفي سنة ٣٣٠ قتل أبو بكر بن رائق المذكور، وكان شهما مقداما سخيا لكنه عظيم الكبر مستبد برأيه غير موفق للصواب، وكان نائبه بحلب أحمد بن علي بن مقاتل ومعه مزاحم بن رائق.