هي أول أسرة شهيرة في قصبة حارم. وأول من يذكر من أسلافها في هذه البلدة حسن آغا وحسين آغا وأحمد آغا أبناء مصطفى آغا وهم في الأصل أسرة كردية من عشيرة البرازية كانت متوطنة في نواحي سروج من أعمال مدينة الرها وكانوا من زعماء هذه العشيرة ورؤسائها ولهم السيطرة على عشائر الأكراد في تلك الأطراف.
ولما ثقلت على الحكومة وطأتهم أمرتهم في حدود سنة (١٢٤٠) بالرحيل إلى جهات الجومة فتوفي والدهم مصطفى آغا في أثناء الطريق وبعد أن أقاموا في الجومة مدة أمروا بالرحيل إلى جهة العمق وهناك خطب أختهم أحد زعماء التركمان فأجابوه وصاهروه ثم أمروا بالرحيل إلى حارم فرحلوا إليها وأقاموا فيها تحت مضارب الخيام لخلوها من أماكن يلجأون إليها.
وفي سنة (١٢٤٣) تمرد والي بغداد على الدولة فندبت لقمع تمرده علي رضا باشا والي حلب فصحب معه بكور آغا كتخداه وهذا صحب معه حسن آغا أحد الإخوة الثلاثة المذكورين فتوجهوا إلى بغداد وأخضعوا واليها المتمرد وأعادوا مياه الأمن والسلام إلى مجاريها وقد أظهر حسن آغا في تلك المعارك من البطولة وحسن التدبير ما حمل الدولة على الرضاء عن هذه الأسرة وحينئذ رضيت عنهم وأقطعتهم خرابة حارم وبعض أراض من ضواحيها ومن ذلك الحين أخذوا يقيمون فيها المباني ويرخصون لمن رغب جوارهم بأن يبني فيها ويجعلها وطنا له وعلى تمادي الأيام عادت تلك الخرابة عامرة آهلة بالناس بعد أن بقيت خرابا يبابا عدة قرون.
وممن أدركناه من مشاهير هذه الأسرة في حارم المرحوم أحمد آغا ابن مصطفى آغا ابن أحمد آغا ابن مصطفى آغا. كان رحمه الله جوادا سخيا صاحب منزل حافل لإقراء الضيوف وإكرامهم ممدوح السيرة نافذ الكلمة مقبولا عند الحكام. وقد خلفه في ذلك أنجاله المحترمون نجيب آغا ومصطفى آغا وفارس آغا فهم سائرون على مناهجه حريصون على إبقاء ذكره.
ومن نوابغ رجال هذه الأسرة الذكي الألمعي مصطفى بك ابن صادق أفندي ابن حسين