هذا وإن لكل دولة من دول الاتفاق- في القيام إلى هذه الحرب- أغراض «١» خاصة (عدا الغرض العام) دعتها إلى القيام على ألمانيا ومحاربتها وقهرها.
وها نحن نتكلم هنا على ما علمناه لكل دولة من دول الاتّفاق من الأغراض الخاصة بهذه الحرب فنقول:
[أغراض دولة بريطانيا العظمى من هذه الحرب:]
هي حفظ سيادتها البحرية وإن شئت فقل سيادتها الدولية. المحاماة عن مستعمراتها في الكونغو التي قصدت ألمانيا تقسيمها سنة ١٩١٣ م/ ١٣٣٢ هـ، دفع غائلة ألمانيا عن الهند لأنها بدأت تبذل جهودها في أسباب الوصول إليها، فعزمت على مدّ السكة الحديدية إلى العراق، وأخذت تمهد الأسباب لذلك في خليج البصرة. عزم بريطانيا العظمى على جعل شبه جزيرة العرب إمارات تحت نفوذ إمبراطورية عامة عربية خاضعة لإرادة إنكلترا، وهناك لهذه الدولة العظيمة مقاصد أخرى من هذه الحرب يطول شرحها.
[أغراض دولة فرانسة من هذه الحرب:]
هي أخذ الثار من ألمانيا واسترداد اللورين وقلعة متس والألزاس وستر برج وضمّ ما فيهما من الألمان- البالغ عددهم مليونا ونصف المليون- إلى الجمهورية الفرنسية. شلّ يد ألمانيا عن إنجاز وعدها لحكومة مراكش سنة ١٩٠٥ م/ ١٣٢٣ هـ بأنها ستمد إليها يد المساعدة على فرنسة. إرجاع ألمانيا عن طلبها من فرنسا سنة ١٩٠٦ م/ ١٣٢٤ هـ أن تتخلى لها عن حقوقها في تلك البلاد. صدّ ألمانيا عن بذل جهودها في مؤتمر الجزيرة المنعقد سنة ١٩٠٧ م/ ١٣٢٥ هـ بأن تنسحب فرنسا من مراكش. مجازاة ألمانيا ومعاقبتها على بذل مساعدتها سنة ١٩٠٨ م/ ١٣٢٦ هـ إلى النمسا على اغتصابها بوسنه سراي وهرسك، وعلى نقضها معاهدة برلين وتحرشها سنة ١٩١٠ م/ ١٣٢٨ هـ بالفرقة التونسية وتعديها عليها وإرسالها سنة ١٩١١ م/ ١٣٣٠ هـ إنذارا ثانيا وأسطولا إلى أكادير محتجة على فرنسا بهجوم جيشها على مدينة فاس. ومن تلك الأسباب أيضا اتفاق ألمانيا مع بعض خونة من الوزراء