وخلفه ولده فيلبوس الثالث المسمى بالجسور وملك حتى سنة ١٢٧٥ م/ ٦٨٤ هـ فترك الحملة الصليبية وحمل جثة أبيه إلى فرنسا ولم يمتز عن غيره بشيء من الأعمال. أما خلفه، وهو ولده حفيد فيلبوس، الجميل الذي ملك من سنة ١٢٨٥ إلى سنة ١٣١٤ م/ ٧٤٤ هـ فإنه أظهر اقتدارا عظيما في توطيد سطوة الملك وتوسيع نطاق المملكة، وقاوم البابا (بونيفاس) الثامن فحرمه البابا، فازداد مقاومة. ثم مات فخلفه ابنه لويس العاشر. ومات بعد سنتين ولم يخلف سوى بنت واحدة. ولما كان القانون الفرنسي المسمى (الساليك) يمنع تملّك النساء خلفه أخوه فيلبوس الخامس. وبعد ست سنوات مات عن غير ولد ذكر، فخلفه أخوه كرلس الرابع الجميل بحكم القانون المذكور، فمات بعد ست سنوات أيضا وذلك في سنة ١٣٢٨ م/ ٧٢٩ هـ ولم يخلف ذكرا فخلفه ابن عمه فيلبوس السادس دي فالوا.
[حرب فرنسا وإنكلترا مائة سنة وسنة:]
ولما كان صولجان الملك قد خرج من يد الأسرة الملوكية ترشح للملك ملك إنكلترة (إدوار) الثالث، الذي كان متوليا على أراضي واسعة في بلاد فرانسا وبثّ الدسائس وثارت الأحزاب، فأعلن نفسه ملكا على فرنسا وإنكلترا، وذلك في سنة ١٣٣٦ م/ ٧٣٧ هـ فنشأ عن هذا العمل تلك الحرب الشهيرة التي دامت مدتها أكثر من مائة سنة بين الإنكليز والفرنسيس، وهي تقسم إلى أربعة أقسام:(١) وهو على عهد الملك فيلبوس السادس والملك يوحنا الصالح، فكان في مدة هذين الملكين الانتصار للإنكليز.
(٢) وهو على عهد الملك كرلس الحكيم، وكان فيه الانتصار للفرنسيين بواسطة القائد الشهير (دو كيكلان) .
(٣) كان بعد جنون الملك كرلس السادس، وانحاز فيه النصر إلى جانب الإنكليز.
(٤) على عهد الملك كرلس السابع، وتحتم فيه النصر للفرنسيين بواسطة الشجاعة الشهيرة (جاندارك) القروية الراعية.