المشروطة لهذا الجامع بعد انقراض ذرية الواقف وقف السيد قاسم فنصه وهو وقف حافل تاريخه سنة ١٢٣١ وله آخر شرطه على الفقراء بعد انقراض ذريته تاريخه سنة ١٢٢٦.
المدرسة الأحمدية «١»
هذه المدرسة في زقاق بني الجلبي وكان هذا الزقاق يعرف بدرب السبيعي نسبة إلى الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ الهمذاني السبيعي الحلبي من أولاد أبي إسحاق السبيعي وأبو إسحاق له ترجمة في كلام الذهبي وغيره وكان حافظا متقنا رحالا عالي الرواية خبيرا بالرجال والعلل فيه تشيّع يسير توفي سنة ٣٧١.
أما واقف المدرسة المذكورة فهو (أحمد أفندي ابن طه أفندي ابن مصطفى أفندي) كان بنى مدفنا في هذه المحلة تجاه باب البهرامية الشرقي لوالده ودفن فيه، ثم بنى عمارة ملاصقة للمدفن المذكور مشتملة على سماوي فيه تربة وقبور مرخمة أعدها الواقف لنفسه ولأولاده وبجانب الباب حجرة لسكنى الخادم والبواب ويدخل من هذا السماوي إلى مدفن والده المذكور وإلى ساحة سماوية أخرى مرخمة بالرخام الأصفر بجوانبها الأربع رواقات بأعمدة من الرخام فالجانب الجنوبي الموجه شمالا به رواق ثلاث قباب راكبات على قناطر وعواميد من الرخام يدخل منه إلى مكان لطيف مبني بالنحيت وهو مسقوف بقبة من النحيت، هو مسجد ومدرسة تدرس فيه أنواع العلوم كل يوم في صدره محراب من الرخام الأصفر فيه شباكان مطلان على الرواق المذكور ويدخل من المسجد المذكور لحجرة كبيرة معدة لوضع الكتب لها شباكان مطلان على الرواق المذكور وشباكان على المدفن المتقدم ذكره ويلاصق المسجد المذكور حجرة جدرانها وسقفها نحيت وبهذا الرواق تسع حجرات أخرى ومطبخ للطعام يطبخ فيه من شاء من المجاورين ويغسلون ثيابهم وفيها أيضا جب ماء معين في الحائط الشمالي وقسطل ومطهرتان وبوسط هذه الساحة حوض ماء بجانبه صهريج نافذ مجراه إلى السبيل الآتي ذكره الملاصق هذه المدرسة من طرف الشمال يجري الماء للقسطل والحوض والصهريجين من قناة حلب بحق شرعي وفي شرقي الرواق القبلي درج مقبو بالحجارة يصعد منه إلى أسطحة الأماكن المذكورة وبنى الواقف السبيل الملاصق مدرسته من جهة الشمال في وسط السوق وجعله بباب وشباك كبير له صهريج نافذ مجراه