في سنة ١٨ كتب أبو عبيدة إلى عمر كتابا يذكر فيه أن نفرا من المسلمين أصابوا الشراب فأمر بجلدهم فلم يعودوا إلى شربه.
[طاعون عمواس:]
فيها كان طاعون عمواس بالشام مات فيه خمسة وعشرون ألف صحابي. وهو أول طاعون بالإسلام، واستقام شهرا. ولما بلغ عمر رضي الله عنه خبر هذا الطاعون خشي منه على أبي عبيدة فكتب إليه يستقدمه، فلم يرض أبو عبيدة أن يفوز بنفسه ويترك جنده عرضة للطاعون، وكتب إلى عمر بهذا المعنى، فكتب إليه عمر بأن يرفع المسلمين عن تلك الأراضي، فرفعهم منها.
ثم طعن «١» رضي الله عنه وقد نزل الجابية وقبل أن يموت استخلف على الجيوش والعمال معاذ بن جبل فطعن ابنه عبد الرحمن ومات. ثم طعن معاذ براحته ومات. وكان أبو عبيدة قد استخلف على قنّسرين، حين طعن، عياضا «٢» بن غنم، فأقره عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
خبر عام الرّمادة:
فيها أصاب الناس بالمدينة المنورة مجاعة عظيمة وقحط، وسفت الريح ترابا كالرماد واشتد الجوع حتى آوت الوحوش إلى الإنس. فكتب عمر إلى العمال يستمدهم لأهل المدينة، فكان أول من قدم عليه أبو عبيدة بأربعة آلاف راحلة طعام فولّاه قسمتها فيمن حول المدينة، فقسمها وانصرف إلى عمله.
[بقية الحوادث في أيام سيدنا عمر:]
وفي سنة ٢٠ مات عياض بن غنم واستخلف عمر بن الخطاب بعده، على حمص وقنسرين، سعيد بن عامر بن جذيمة الجمحيّ، فمات فيها. وقيل مات سنة ١٩ وقيل