وإذا بلغ عمره الثامنة عشرة يجب عليه الزواج فيباشر الخطبة ومتى أعجبته أنثى وأعجبها جرى بينهما قنيان أي تحالف على الرضا ببعضهما وحررا فيه صكا يسمونه شيطارا يذكران فيه مقدار المهر الذي يوضع من الطرفين ويعينون مدة للزفاف وعند حلولها تنعقد جميعة يسمونها كتبة فيها يكون استلام الزوج الأمتعة التي اشترطها على الزوجة كالحلي والملابس.
وفي هذا اليوم يشربون ويطربون ويكون حاضرا فيه جملة من رؤساء دينهم.
ثم بعد ثلاثة أيام تكون حفلة الزفاف المعروفة بالقدوس فيحضر رؤساء الدين وجم غفير من أحباب العروسين وأصحابهما ويبتدئ احتفالهم من العصر إلى وقت الغروب، فيقوم رؤساء الدين ويجرون العقد المشتمل على الإيجاب والقبول، ويقرأ أحدهم قداسين فمدة قراءة الأول يوقفون الزوج أمام الزوجة والثاني يوقفونهما بجانب بعضهما ويفتحون على رأسهما ملاءة من صوف يسمونها طليطة أي طيلسان. وفي هذه البرهة يعطيها الزوج مقدارا من الفضة فتأخذه ويشهد بذلك رجلان ليس لهما قرابة لأحد الطرفين وعند ما يسلم الزوج زوجته الفضة المذكورة يقول لها بالعبرانية [هاري آت ميقديشت لي بي طباعت زكيدات موشى وإسرائيل] معناها أنت مقدسة لي بهذه القطعة الفضية مثل دين موسى وإسرائيل.
وبعد هذا يتقدم الحاخام الأكبر وبيده كأس من الخمر فيبارك عليه بدعاء طويل باللغة العبرانية ويشرب منه جرعة ويدار على كل من حضر فيشرب منه جرعة أيضا ثم يرميه إلى الأرض فينكسر. وبعد ذلك يدخل الزوجان البيت المعد لخلوتهما فإن تزوج الزوج في تلك الليلة وجب عليه أن لا يمس زوجته مدة خمسة عشر يوما وأن يذهب إلى الحمّام وينطبل أي ينغمس في الحوض الخصوصي. ويجب على الزوج أن يدعو في ثاني يوم من زواجه عشرة من رؤساء الدين ويعمل لهم وليمة. ويجب على رئيسهم قبل تناول الطعام أن يبارك على المائدة سبع مرات كما بارك على كأس الخمر يوم الزفاف فإذا فعل ذلك أكلوا وانصرفوا. هذا جل ما يستعملونه من العادات في أفراحهم.