وفي جنوب غربي هذا المقام على مسافة نصف ساعة منه جبل شامخ فيه عدة آثار قديمة فيها صفة عالية مبنية بالأحجار المنقوشة وقد خرب بعض جدرانها. وفيه أيضا كنيسة يقال لها دير يعقوب نسبة إلى يعقوب مؤسس الطائفة اليعقوبية في الملة المسيحية.
وفي جبل وادي مانجي غربي البلدة خارج سورها على بعد غلوة «١» منه غار فيه تمثال إنسان من حجر متكئ على يده اليمنى وفي رجله كالجرموق «٢» . وقرب رجله تمثال إنسان آخر قائم حذاءه واضع يديه على سرته كأنه خادم أمام مولاه وكأن التمثال الأول ينظر إلى شيء في وسط الغار وقد دخل هذا الغار أحد وزراء الدولة العثمانية المعروف بعمر باشا فأمر بحفر موقع نظر التمثال فحفر وإذا بدنّ مملوء من السكة «٣» القديمة الذهبية فأخذها.
وقد استخرجت عدة كنوز من هذا الجبل والوادي وما جاورهما. والمتواتر أنه يوجد في محل كوثا خارج السور كثير من الكنوز والدفائن. ويوجد في جبال الرها ما ينوف على عشرة آلاف غار كل واحد منها كأنه بيت منظم ولا تزال هذه المغاير تظهر كلما حفر في تلك الجبال.
ولما جددت مدرسة خليل الرحمن ظهر في أساس بعض جدرانها تمثال إنسان في صدره خطوط تدل على أنه تمثال آزر أبي إبراهيم أو عمّه. وقيل بل هو تمثال أخبر تكاور أي أبكار وهو سابور الذي كان ملكا على الرّها وآمن بالمسيح. وقيل هذه الخطوط هي صورة الرسالة التي بعث بها عيسى عليه السلام إلى أبكار المذكور وبقي هذا التمثال في سراي حكومة الرها زمنا طويلا ثم حمل إلى متحف الآستانة.
ومن الآثار القديمة الإسلامية في الرها منارة جامعها الأعظم وهي مثمنة الشكل لها أربعة «٤» مناطق وضخامتها وارتفاعها غاية يصعد عليها أربعة أشخاص يمشون حذاء بعضهم ولا يزدحمون. وكان على رأسها قبة عظيمة مستديرة فانهدمت وعمر لها في هذه الأيام مسلم آغا قبة مستطيلة. وفي هذا الجامع بئر موجود في داخل الحرم يتبرك بمائه المسلمون والنصارى لاغتسال المسيح به على القول بدخوله الرها، وقيل لأنه وقع فيه منديله المشهور.