للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخبّرا عن رجال ليس يأخذهم ... فيما يرومونه أين ولا ضجر «١»

(فرسالة) نبّئينا عن فوارسنا ... هل عاقهم عنك ذاك المسلك الوعر

أم هل حصونك أجدت يوم حملتهم ... نفعا، وهل صدّهم عن أخذك البهر «٢»

يومان قد ظلّ فيها الطعن متصلا ... حتى توالت على أعدائنا الغير

هيا (لدومكة) وانظر معالمها ... فالعين تشهد ما لا يشهد الخبر

حلّوا ذراها وساروا نحو (أرمية) ... بعارض هطله النيران والشرر

أروا عدّوهم حربا فسالمهم ... لمّا تحقق لا منجى ولا وزر

وقائد الجيش قسطنطين حين رأى ... جيوشه نكّسوا الرايات وانكسروا

ولّى ولم يلتفت خوفا إلى أحد ... من بعد ما زاغ منه القلب والبصر

لا غرو إن مرّ وانشقّت مرارته ... فمن فوارسنا الأطواد تنفطر

يا أدهم الاسم يا قاني الحسام ويا ... مردى أعاديك إن قلّوا وإن كثروا

أنت المشير الوزير الفارس البطل ... م الليث الغيور الكميّ الصارم الذكر

تركت فعلا لدى اليونان مشتهرا ... متى جرى ذكره أودى بها الذعر

جزاك ربّك عنّا كلّ مكرمة ... فليس منا يفيك الحمد والشكر

يا للبرية ما هذا المشير وما ... تلك الفوارس والأبطال والبشر؟

أولئك الحزب حزب الله من شهدت ... بحسن حزمهم الأرماح والبتر

مظفّرين بعزم من مليكهم ... عبد الحميد الذي تزهو به العصر

ربّ السياسة منشي العدل مالكه ... بحر الدراية سامي القدر معتبر

أفكاره شهب أقواله قضب ... إنعامه سحب تهمي وتنهمر

من فضله عامل الأعداء مذ كسروا ... بالصفح عن عظم ذنب ليس يغتفر

كم من مليك قبيل الحرب أنذرهم ... خوفا عليهم فما أغنتهم النذر

خليفة الله دم فالنصر مقتصر ... عليك إذ أنت في الشدّات مختبر

يا معشر الناس هنّوا ذا المليك فقد ... أضحى بتاريخه «٣» من دأبه الظفر

<<  <  ج: ص:  >  >>