الزوج فيدعون له باليمن والإقبال فيجاوبهم بالشكر منهم ويقبل يد أبيه وأمه ويد الكاهن وينصر الجمع.
وبعد مضي نحو أسبوع من الزمن يشرع الخطيب بزيارة مخطوبته فيتردد إليها في اليوم مرة أو في الأسبوع أو في الشهر. وكثيرا ما نهى الكهنة عن كثرة هذه الزيارة فذهب نهيهم سدى وبعد أن يبلو الخطيب أخلاق مخطوبته وتكمل له أسباب الزواج يرسل الكاهن إلى أهل خطيبته ليحدد لهم ميعاد الزواج على حسب ما يرغب الزوج. وهذا العمل يقال له المشورة ويكون الزوج قد حمّل الكاهن بعض الحلي والحلل، فيتوجه بها إلى بيت مخطوبته ويعطيها إياها ويعين مع أهلها يوم الزفاف.
وكثيرا ما ينكث أهل المخطوبة ويفسخ عقد الخطبة فيرجع الكاهن ومعه الحلي والحلل إلى بيت الزوج ويبين لهم السبب الذي حملهم على إبطال الزواج، فإن رضي الزوج بهذا السبب كان بها وإلا أقام الحجة على أهل الزوجة عند الرئيس الروحاني المنسوب إليه أهل المخطوبة (هذا إن لم يكونا من طائفة واحدة) وللرئيس حينئذ أن يحكم على المتسبب بالضرر وينقض ويبرم على نحو ما يتضح له.
وهذه المشورة قد بطلت الآن وصار الزوج يرسل الهدية لزوجته مع بعض أقاربه أو أصدقائه ومعه يكون تعيين يوم الزفاف. وقبل ثمانية أيام أو خمسة عشر يوما من هذا اليوم توزع رقاع الدعوة إلى حفلة العرس على الأقارب والخلّان من قبل وليي العروسين، ثم في اليوم المعين يقبل المدعوون إلى دار الزوج بلباسهم الرسمي فيستقبلون بالترحاب وتدور عليهم كؤوس المرطبات وقهوة البن ثم يتوجهون مع ولي الزوج إلى بيت الزوجة فيستقبلون بالترحاب ويسقون الشراب والقهوة المذورين ويستريحون قليلا ثم يطلبون إزار الزوجة وخمارها فيضعونها عليها ويسيرون معها إلى بيت زوجها ومعهم جميع المدعوين من قبل أهلها فيمشون بها في الطريق مشي الهوينى ويسيرونها بين امرأتين وربما كان ذلك ليلا أو قبيل الغروب ويحمل أمامها عدة فوانيس ومتى اقتربت من بيت الزوج خرج لاستقبالها المطربون ومعهم الزوج فيستقبلها أيضا وينتظم شمل المدعوين ويرسل الزوج شخصا كبيرا يدعو ولي زوجته، فمتى حضر يبتدر المطران مع جمهور الكهنة وهم باللباس الكنائسي بتلاوة آيات الإنجيل التي هي عقد النكاح وتستغرق نحو ساعة من الزمن. وفي ختامها يدعو لهما بالرّفاء والبنين ويحذو حذوه الحاضرون ثم تحرك آلات الطرب وتدور الخمرة