طولها ثلاث ساعات وعرضها ساعة ويتصل بها جبل آخر طوله ثمان ساعات وعرضه ثلاث ساعات وكل من الجبلين مكسوان بشجر الأرز والبلوط وغيرهما من الأشجار الجبلية.
وفواكه هذا القضاء كثيرة لذيذة ومياهه غزيرة عذبة وهواؤه جيد جدا ويخرج منه مبلغ من الحرير يباع في حلب وبعد سنة ١٣٠٠ اتسعت بيلان اتساعا ظاهرا وانتظمت فيها المباني العمومية انتظاما لا مزيد عليه، وحسن حال أهلها وتوفرت ثروتهم بالنسبة إلى ما كانوا عليه.
مدينة بيلان واقعة على سفحي جبلين شامخين بينهما واد سحيق قد اشتملت على دار حكومة وجامع وخمسة مساجد ومدرسة واحدة وكنيسة واحدة وسبع عشرة عين ماء تنحدر إلى البلد من رؤوس الجبال ومائة وثلاثين دكانا وبضعة مخازن وخانين وأربعة طواحين وخمسة أفران وخمس دباغات وخمس مقاهي وخمس حانات وثلاث كازينات وفندق واحد وصيدلية ومستودع للرديف وحمامين ومكتب رشدي وخمسة مكاتب لتربية الأطفال.
وكان تدوير «١» هذه المدينة عام ٩٥٩ وذلك أن محلها كان مضيقا يعرف بمضيق بغراس، وباب الاسكندرونة كان يلجأ إليه اللصوص وقطاع الطريق الذين يتعرضون لأبناء السبيل ويسلبون راحتهم وينهبون أموالهم. فلما اتصل خبرهم بمسامع السلطان سليمان خان العثماني أمر أن يعمر في هذا المضيق بليدة يسكنها مائتان وخمسون شخصا من حراس الجبال وأن يعمر في جملة مبانيها جامع وحمام وتكية وخان ينزله المسافرون مجانا وأن تقطع الغابات من حولها على بعد ساعة من جهاتها الأربع لتستعمل أرضها حقولا زراعية تسامح غلاتها من العشر وأن يعمر فيها عمارة يطبخ بها للحرس المذكورين طعام الحساء (الشوربة) في كل صباح ومساء وفي ليلتي الجمعة والاثنين يطبخ لهم رز بلحم ورز بعسل (زردة) فأنفذ جميع ما أمر به وسمى جميع تلك المباني دربند جبل بغراس واستمرت على هذا الاسم طويلا ومعنى دربند مخفر. ثم سميت باسمها الحالي وهو بيلان وهو لفظ تركي معناه وهدة بين جبلين. وقال بعضهم بيلان مثنى «بل» معناه بالتركية الهضبة بين خفضين. وذلك أن هذه المدينة مبنية على جبل بين خفضين وهي سهل إسكندرونة وسهل الريحانية أو لأنها على هضبة بين مضيق بغراس وبين عين التل.