الصوف والقطن والجلود. ويصنع فيها بعض المجوهرات والمصنوعات وترسل الجلود منها إلى حلب وديار بكر وضواحيها نزهة نضرة فيها البساتين الجميلة يرويها عين زليخا ونهر إبراهيم.
وقال ياقوت في معجم بلدانه إن الرّهاء مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام بينهما ستة فراسخ سميت باسم الذي استحدثها وهو الرهاء بن البلندي بن مالك بن دعر، وقيل الرها ابن سبند بن مالك بن دعر بن حجر بن جزيله بن لخم وقيل: هو ابن الروم بن لنطي ابن سام. قال وطولها ٧٢ درجة و ٢٠ دقيقة وعرضها ٣٧ درجة و ٣٠ دقيقة. وقد نسب إليها جماعة من المحدّثين منهم يحيى بن أبي أسد الرهاوي كان يقلب الأسانيد ولا يجوز الاحتجاج به. ومنهم الحافظ عبد القاهر بن عبد الله الرهاوي حكى أبو الفرج الأصفهاني قال دخلت كنيسة الرها فرأيت على ركن من أركانها مكتوبا بحمرة حضر فلان بن فلان وهو يقول: من إقبال ذي الفطنة إذا ركبته المحنة انقطاع الحياة وحضور الوفاة، وأشد العذاب تطاول الأعمار في ظل الإقتار. وأنا القائل:
ولي همة أدنى منازلها السّهى ... ونفس تعالت بالمكارم والنهى
وقد كنت ذا آل بمرو سرية ... فبلّغت الأيام بي بيعة الرها
ولو كنت معروفا بها لم أقم بها ... ولكنني أصبحت ذا غربة بها
ومن عادة الأيام إبعاد مصطفى ... وتفريق مجموع وتنغيص مشتهى «١»
وقد نسب إليها ابن مقبل الخمر فقال «٢» :
سقتني بصهباء درياقة ... متى ما تليّن عظامي تلن «٣»
رهاوية مترع دنّها ... ترجّع من عود وعس مرنّ
وكان فتح الرها صلحا عن يد عياض بن غنم سنة ١٧ أرسل إليها سهيل بن عدي وعبد الله بن عتبان فأجابهما أهلها إلى الجزية فسار عياض ونزل عيها بجنده فصالحوه على مصالحة حرّان وقيل إنه حاربهم حتى انهزموا ثم طلبوا الصلح لما اشتد عليهم الحصار.