بها وغير ذلك. قال والذي بقي من هياكلهم سنة ٣٣٢ هيكل بباب الرقة من حران يعرف بمصلينا وهو هيكل آزر عليه السلام عندهم.
وكان لهم في حران بيت تحته أربعة سراديب اتخذوها لأنواع صور الأصنام التي جعلت مثالا للأجسام السماوية وكانوا يعرضون عليها أطفالهم على كيفية معلومة عندهم فتستحيل ألوانهم فزعا مما يسمعون منها من الأصوات وفنون اللغات بحيل قد اتخذت ومنافيخ قد عملت تقف السدنة من وراء جدر فتتكلم بأنواع من الكلام ويصطادون بذلك العقول ويسترقّون الرقاب.
وهذه الطائفة المعروفة بالحرّانيّين «١» والصابئة فلاسفة إلا أنهم من حشوية الفلاسفة وعوامهم مضافون لخواص حكمائهم إضافة سبب لا إضافة حكمة لأنهم يونانية وليس كل اليونانيين فلاسفة إنما الفلاسفة حكماؤهم. قال: ورأيت على باب مجمع الصابئية بمدينة حران مكتوبا معناه: من عرف ذاته تأله.
وفي تاريخ ابن الوردي أن الصابئة ملة وهي أقدم الأمم ويذكرون أنهم أخذوا دينهم عن شيث وإدريس ولهم كتاب يسمونه صحف شيث فيه ذكر محاسن الأخلاق كالصدق والشجاعة والتعصب للغريب واجتناب الرذائل.
قال ابن الوردي ورأيت صحيفتين من صحف الصابئين ولكنهما عن إدريس، الأولى منها «٢» صحيفة الصلاة فمنها أنت الأزلي الذي ترتبط به الرياسات رب جميع المكنونات المعقولات والمحسوسات رئيس البرايا وراعي العوالم رب الملائكة ورؤساء الملائكة منك تنزلت العقول إلى مديري الأرض لأنك السبب الأول أحاطت قدرتك بالكل وأنت الوحدانية التي لا تحدّ ولا تدرك مدبر سلاطين السماء وينابيع النور الدائمة الإنارة أنت ملك الملوك الآمر بالخيرات كلها المتقدم لكل شيء بالوحي والإشارة منك تنبث المخلوقات وبرمزك ينتظم العالم بأسره ومنك النور وأنت العلة القديمة السابقة لكل شيء نسألك أن تزكي نفوسنا وتوفقها لاستحقاق نعمتك الآن وفي كل أوان إلى الأبد يا ظاهر متعاليا عن كل دنس أحلل عقالنا وعافنا من كل مرض وبدل أحزاننا أفراحا بك نعتصم ومنك نخاف