والغالب على الدنيا إلى أن أحدثوا فيه الحوادث فبعث الله إليهم إبراهيم عليه السلام بالدين الذي نحن عليه الآن.
وقال الشهرستاني: والصابئون يقابلون الحنيفيّة ومدار مذهبهم التعصب للروحانيّين «١» كما أن مذهب الحنفاء التعصب للبشر الجسمانيّين أي أنهم يفضلون الملائكة على البشر عكس الحنيفيّة. اه. ما أوردناه من تاريخ بن الوردي.
أقول: وحرّان لم تزل معمورة إلى حادثة تمرلنك وفيها كان خرابها وجلاء أهلها عنها.
وهي الآن قرية صغيرة معظم سكانها عرب مسلمون ليس فيها صابىء واحد قد خلت منهم منذ عدة قرون وينسب إليها من العلماء أبو صالح عبد الغفار بن داود البكري الحراني وكان ثقة من رجال البخاري توفي في مصر سنة ٢٢٤ وأحمد بن واقد الحراني وأبوه عبد الملك توفي أحمد ببغداد سنة ٢٢١ وعمر بن خالد بن فروخ الحراني نزيل مصر المتوفى سنة ٢٢٩ وهو من رجال البخاري أيضا والحسن بن محمد بن أعين أبو علي الحراني من رجال البخاري وهو شيخ شيخه والحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني شيخ مسلم وأبو الحسن ثابت ابن إبراهيم الحراني المتطبب توفي سنة ٣٦٩ وأبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب الحراني شيخ العلامة ابن الأثير صاحب تاريخ الكامل وغيره توفي سنة ٥٩٦ والحاسب الحكيم ثابت بن قرّة الحراني غلب عليه علم الأوائل والفلسفة والطب. والشيخ القدوة حياة بن قيس الحراني الولي الكبير والعالم النحرير توفي سنة ٥٨١ ودفن بظاهرها وقبره يزار والإمام الحجة أحمد بن تيميّة الحراني المتوفى سنة ٧٢٨ وغير من ذكرنا من هؤلاء الأعيان المحترمين الذين لا يحصون كثرة. انتهى الكلام على قضاء أورفه.