فعربه العرب إلى منبج وقيل إن منبه اسم بيت النار فغلب على المدينة.
هذه المدينة تبعد عن البيرة ٦ ساعات يأتي المسافرون إليها من البيره على الزوارق والأطواف «١» في الفرات وقد وجد في حفائرها عاديات كثيرة عليها خطوط بقلم الهيروكليف نقل منها صاحب تحفة الأنباء نبذة كبيرة.
من جملة أسماء هذه المدينة هترابوليس وكان فيها معبد فيه هيكل لقدماء السوريين.
ويقال إنها كانت عاصمة مملكة الحثيين في سوريا.
وفي تاريخ سوريا أن موقعها على الفرات في الشمال من نهر الساغور (الساجور) وفي الشرق من خلمان وهي حلب ومن خزاز (عزاز) في قضاء كلّس وفي جنوب بلاد الكرما (بلقيس) في قضاء بيره جك. اه.
أقول: قوله: وفي الشرق من خلمان إلى آخره ليست خلمان حلب بل هي قرية تعرف الآن باسم هلمان عندها محطة لسكة حديد بغداد على مقربة من الساجور.
كان فتح جرابلس عن يد حبيب بن مسلمة تحت إمرة أبي عبيدة سنة (١٥) وقد جلا أهلها عنها إلى بلد الروم وعرفت عند المسلمين في ذلك الوقت باسم قرية الجسر ولم يكن الجسر يومئذ موجودا وإنّما اتّخذ في خلافة عثمان للصوائف وقيل بل كان للجسر رسم قديم.
ثم في سنة (١٧) فتحت ثانية على يد عياض بن غنم وفتح معها ما يليها من القرى في تلك الأراضي.
قلت لعلها هي التي سماها ياقوت في معجم البلدان (جرباس) عند كلامه على دير قنسرين الذي كان فيه (٣٧٠) راهبا، قال وبينه وبين منبج أربعة فراسخ.
أدركنا هذه البلدة القديمة وهي قرية صغيرة لا يعبأ بها إلى أن كانت سنة (١٣٢٩) اتخذت فيها محطة لسكة حديد بغداد فأخذت من ذلك التاريخ تمتد فيها العمائر والمباني ولم يمض عليها سوى سنتين إلا وقد قام فيها عدد غير قليل من المنازل والحوانيت والأفران وغيرها. وكانت قبل ذلك من جملة الخرابات القديمة التي يقصدها السواح ويحفرون أرضها لاستخراج الآثار القديمة من الأواني والظروف الخزفية والزجاجية والنحاسية والأصنام