من الأشجار الجبلية ويسقي هذا القضاء ثلاثة أنهار كبار اسمها دلى جاى وآق جاى وأركنز وسبعة أنهار صغار وفيه أيضا بحيرة واسعة اسمها (سلوك كولى) .
ومدينة مرعش مبنية على سفح جبل آخور وهي قديمة العهد جدا وكانت تعرف في التواريخ القديمة باسم جرمانسيا ومراجى ويقال لها مركاسى. وكانت عاصمة باتين وكركم في أيام آشور وموضعها قبلا كان في شرقي موضعها الحالي يبعد عنه مسافة أربع ساعات وذلك على ضفة نهر أركنز. ويقال إنها دوخت في ذلك الموضع في الدولة الآشورية قبل الهجرة بنحو ٣٠٠٠ سنة واستدل على هذا بما يشاهد من الكتابات والآثار الآشورية الموجودة في ذلك الموضع.
ولما فتح المسلمون البلاد جلا عنها سكان الروم فخربت فعمرها معاوية وأسكنها جندا فلما مات يزيد ابنه كثرت عليها غارات الروم وخربت وجلا أهلها عنها ثم عمرها العباس ابن الوليد بن عبد الملك وحصنها وبنى بها مسجدا ونقل الناس إليها وفي أيام مروان بن محمد لما اشتغل بمحاربة أهل حمص حاصرتها الروم حتى صالحوا أهلها على الجلاء فأخربوها ولما فرغ مروان من حمص وهدم سورها بعث جيشا مع الوليد بن هشام سنة (١٣٠) فبناها ومدنها ثم أتتها الروم فأخربتها ثم ابتناها صالح بن علي في خلافة المنصور وحصنها وندب الناس إليها.
ثم خربها الروم سنة (٣٣٧) فبناها سيف الدولة بن حمدان سنة ٣٤١ في شرقي موقعها الحالي على بعد ساعة منه وجاء الدمستق ليمنعه من بنائها فقصده سيف الدولة فولى هاربا.
وتمم سيف الدولة عمارتها. وإلى ذلك أشار المتنبي بقصيدة مدح بها سيف الدولة مطلعها:
فديناك من ربع وإن زدتنا كربا ... فإنك كنت الشرق للشمس والغربا
ثم تنقلت عليها الولاة المسلمون حتى استولى عليها كيخسرو بن قليج أرسلان السلجوقي ووهبها لبعض طهاته وهو من يطبخ له الطعام وكان يسمى حسام الدين. ثم انتقلت عنه لولده إبراهيم ثم لولده نصرة الدين ثم لولده مظفر الدين ثم لأخيه عماد الدين. ولم تزل في يده إلى سنة ٦٥٦ فعجز عن ضبطها لتواتر غارات الأرمن عليها فكاتب عز الدين كيكاوس صاحب الروم ليسلمها إليه فأتى عليه. وكاتب الملك صلاح الدين صاحب الشام فأبى أيضا فرحل عنها وتسلمها الأرمن واستمروا بها حتى أخرجهم منها سنة ٩٠٠ علاء