المؤرخين كالطبري وابن الأثير وابن العديم وغيرهم. فتوفرت له بذلك ثقافة موسوعية كانت له رصيدا كبيرا استمد منه المادة الرئيسية لكتابة تاريخه هذا وغيره من مصنفاته.
وأخذ منذ شبابه الأول يكتب وينشر في كبريات الدوريات العربية والسورية مقالات وبحوثا تناولت مختلف العلوم المعروفة لوقته من دينيّة ولغوية وأدبية، يعدها العارفون من خالص الأدب الرفيع، وما لبث أن عني بالأدب الشعبي والفنون في حلب حتى غدا العالم المرجع في موضوعاته.
ولقد تقلّد الغزّيّ عددا من المناصب الرسمية في بلده، فتولى رئاسة كتّاب المحكمة الشرعية مرتين، ورئاسة تحرير جريدة الفرات الرسمية نحو عشرين سنة، وسمي مديرا لمكتب الصنائع وهو أول مؤسس له، ورئيسا لمجلس بنك الزراعة، وغرفة التجارة والزراعة والصناعة، وانتخب غير مرة عضوا في المجلس البلدي، كما انتخب عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق. وله فضل على دار الكتب الوطنية في حلب فهو الذي وضع لبنتها الأولى سنة ١٣٤٢ هـ/ ١٩٢٤ م فرعا لدار الكتب الوطنية الظاهرية في دمشق، وهي المكتبة نفسها التي تطورت بعد ذلك وظلت تنمو على مر الأيام حتى غدت المكتبة الوطنية الفخمة المشهورة، كما عيّن رئيسا لجمعية الآثار القديمة وللّجنة الإدارية للمتحف الوطني بحلب ورئيسا لتحرير مجلتها فحمل أعباءها وحده حتى الأيام الأخيرة من حياته.
اتسعت ترجمة الغزي في المصادر تبعا لامتداد شوطه واتساع أثره، ومن أوائل الذين عنوا بالترجمة له من معاصريه الأديب الحلبي المعروف قسطاكي الحمصي ١٢٧٥ هـ- ١٣٦٠ هـ/ ١٨٥٨ م- ١٩٤١ م في كتابه «أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر «١» ، وعنه نقل آخرون مادة الترجمة له «٢» .