وقد عابه قوم، وكلّهم له ... على ما تعاطوه من العيب عشّاق
يهاب قويق أن يملّ فإنما ... يقيم زمانا ثم يمضي فيشتاق
وقالوا أليس الصيف يبلي لباسه ... فقلت: الفتى في الصيف يقنعه طاق
وما الصبح إلا آئب ثم غائب ... تواريه آفاق وتبديه آفاق
وله فيه أيضا:
قويق على الصفراء ركّب جسمه ... فما لهب القيظ الأليم يطابقه
إذا جدّ جدّ الصيف غادر جسمه ... ضئيلا، ولكنّ الشتاء يوافقه
قال ابن الشحنة: يريد أن أصحاب الأمزجة الصفراوية تنتحل أجسامهم في الصيف ويوافقهم الشتاء وأن قويقا يقل ماؤه في الصيف حتى يصير حول المدينة كالساقية.
قال: وقد فهمت من هذا أمرا بديعا وراء ما ذكره ابن شداد، وهو أن قويقا تصغير قاق الطائر المعروف، وهو يخالف طبعه الحرّ، فيكون في غاية الضعف صيفا وفي غاية النشاط شتاء. ثم قال: عن ابن شداد عن أبي النصر محمد بن إبراهيم الخضر الحلبي «٤» :