العطارين العتيق ورأس المربعة وينقسم هناك قسمين؛ ثم يأخذ إلى الخشابين، وقسم إلى الدركاه فيصير إلى المطهرة الصغيرة المعروفة بتل فيروز ورأس سوق العطر. وأما قسم باب قنسرين فينقسم إلى الزجاجين فيصير إلى رأس درب أسد الدين الآخذ شمالي الأساكفة والبز وهناك قسطل. ثم يصير إلى حضرة مسجد المنحني ثم إلى درب البيمارستان. وهناك يفيض منه ثلاث أنابيب ليلا ونهارا.
وأما طريق باب قنسرين فيصير إلى رأس ابن أبي الأسود، وهناك قسطل. ثم يصير إلى حضرة المسجد المعروف بابن الإسكافي وهناك قسطل. ثم يصير إلى الرحبة التي عند المسجد المحصب وهناك قسطل. ثم ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم يأخذ إلى الطيرة قدام المسجد المعروف بالرئيس صفي الدين طارو في رأس درب المسالخ وهناك قسطل، وهو آخر هذا الطريق، وقسم يأخذ إلى باب قنسرين، وقسم يأخذ إلى الجرن الأصغر عند المسجد وهناك قسطل.
فأما القسم الذي يأخذ إلى باب قنسرين، فيصير إلى قسطل يفيض منه الماء ثلاث أنابيب، ثم يخرج منه إلى ظاهر البلد تحت برج الغنم، ثم يدخل إلى درب البنات وهناك قسطل، وهذا آخر هذا الطريق. وبالجملة فقد كثرت المياه واتّخذت البرك في الدور.
ووصل الماء إلى مواضع من البلد لم يسمع بوصوله إليها قبل، حتى شرب من القناة الحاضر السليماني. اه.
قال ابن الخطيب، بعد أن لخص معظم ما ذكرناه: إن الملك الظاهر وقف للقناة أوقافا لعمارتها وإصلاحها، لكن هذا الوقف اليوم لا نعرفه، وسيق الماء منها في زمن ابن الخطيب إلى قرب الجمالية خارج باب المقام. ثم انقطع بعد فتنة تيمور أو قبلها بقليل، قلت:
وفي حدود سنة ١٢٨٦ قلّ ماء القناة أيضا وتسلط عليها أصحاب البساتين في ناحية بعاذين وبابلي، وصاروا يأخذون منها فوق استحقاقهم، وبقي أهل حلب يتناولون ماءها بالنوبة أسبوعا للقبليين وآخر للغربيين.
ومع هذا فإن الماء كان قليلا جدا بحيث كان لا يصل إلى غالب المحلات القبلية إلا بمشقة عظيمة. فاهتم المرحوم ناشد باشا والي حلب إذ ذاك بشأن القناة وأمر بجمع المال من مستحقي القناة، فاجتمع له مبلغ عظيم، فعيّن نظّارا أو عين لكل واحد منهم فعلة