هي الخلد تجمع ما تشتهي ... فزرها فطوبى لمن زارها
وللهو فيها، شهور الربيع، ... أريج يعطّر أزهارها
إذا ما استمدّ قويق السماء ... بها فأمدّته أمطارها
وأقبل ينظم أنجادها ... بفيض المياه وأغوارها
وأرضع جنّاتها درّة ... ينسّي الأوائل تذكارها
وقال عبد الله أبو محمد بن محمد بن سنان الخفاجي الحلبي وهو بديار بكر:
سقى الهضبة الأدماء من ركن جوشن ... سحاب يروّي نوره وينير
وحلّ عقود المزن في حجراته ... نسيم بأدواء القلوب خبير
فما ذكرته النفس إلا تبادرت ... مدامع لا يخفى لهن ضمير
وقال أبو النصر محمد بن محمد الخضري الحلبي «١» :
يا حلبا حيّيت من مصر ... وجاد مغناك حيا «٢» القطر
أصبحت في جلّق حرّان من ... وجد إلى مربعك النضر
والعين من شوق إلى العين ... والفيض غدت فائضة تجري
ما بردى عندي ولا دجلة ... ولا مجاري النيل من مصر
أحسن مرأى من قويق إذا ... أقبل في المد وفي الجزر
يا لهفتا منه على نغبة ... تبلّ مني غلّة الصدر
ومنها:
كم فيك من يوم ومن ليلة ... مرّا لنا من غرر الدهر
ما بين بطياس وحيلان والمي ... دان والجوشن والجسر
وروض ذاك الجوهريّ الذي ... أرواحه أذكي من العطر
وزهره الأحمر من ناظر ... الياقوت، والأصفر كالتبر
والنور في أجياد أغصانه ... منتظم أبهى من الدرّ