للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجنوبيه وهو صحن واسع يبلغ ثلاثين ذراعا في مثلها تقريبا وفيه حوض مربع فوق عشر بعشر جدده متولي الجامع (علي بن محمد النيرباني) وقد نقله من شماليه معيدا إياه إلى محله الحالي وكان صغيرا نقل إلى محله الحالي من دهليز الجامع وقد نقل إليه الميضأة وفي شمالي الجامع شمالية للصلاة كانت هي قبلية الجامع وكان لها باب على الميضأة ثم في سنة ١١٨٠ بنيت في جهته الجنوبية قبليته الحالية وهي صفان طول الأول ١٥ ذراعا والثاني ١٨ ذراعا في عرض أحد عشر ذراعا تقريبا وفيها المحراب والسدة وفي شرقيها بعض حجرات وفي غربيها الشمالي قبلية أخرى في جنوبيها باب مغلق ينفذ إلى مدفن سماوي له باب على الخندق:

مكتوب على الباب المغلق (أنشأ هذا الجامع المبارك الفقير إلى الله تعالى الشيخ محمد المعصراني في أيام مولانا السلطان الملك الظاهر جقمق عز نصره سنة ٨٤٦) فالظاهر أن منشئ هذا الجامع هو هذا الرجل وأن ما بناه هو الشمالية والمدفن والميضأة ثم في سنة ١١٨٠ أنشئت قبليته الحاضرة وفي سنة ١٣١١ سدت أبواب الشمالية مما يلي الصحن وفتح لها باب على الدهليز وكتب عليه:

الزم التقوى تنل كل الأمل ... وبها تنجو إذا حان الأجل

مذ بنى مسجدنا أرخ وصف ... فاز من أخلص لله العمل

وعلى حجرة مرصوفة في جدار القبلية مما يلي الصحن:

لم تزل رحمة الإله على من ... بالتقى يعمر المساجد فضلا

إذ به جامع الفضائل لما ... شاده مخلصا تسامى محلا

قلت لما جنى المبرة أرخ ... عمل صالح له الخير دلّا

سنة ١١٨٠

هذا الجامع من أعمر جوامع حلب لا تكاد تنقطع منه العبادة لا ليلا ولا نهارا ويقال إن منارته كانت على بابه الذي يلي السوق الموجه شمالا ثم هدمت وعمرت له منارة جديدة يصعد إليها من دهليزه، دخل وقفه الآن قائم بكفايته، وفي سنة ١٣٠٠ فرش صحنه بالرخام والناس تمشي فيه حفاة والمشهور أن محرابه أصاب به بانيه عين القبلة. قسطل قرمط في حضرة جامعه والظاهر أن منشئه هو منشئ جامع قرمط المتقدم ذكره في السنة التي جدد بها الجامع أيضا. سبيل صهريج يقال له سبيل أبي دلوين على الجادة في الصف الموجه جنوبا

<<  <  ج: ص:  >  >>